الاجتماع الحوثي الإخواني.. تفاهم مشبوه على مائدة صُنّاع الإرهاب

الخميس 30 ديسمبر 2021 14:47:55
الاجتماع الحوثي الإخواني.. تفاهم مشبوه على مائدة صُنّاع الإرهاب

اعترافٌ صريحٌ وإقرارٌ مباشرٌ حول حجم التخادم بين الحوثيين والإخوان، والتنسيق المتزايد بينهما لتحقيق مصالح كل منهما، وهو ما يُمثّل طعنة غادرة للتحالف العربي.

محمد البخيتي عضو ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للمليشيات الحوثية، نشر صورة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، تجمع قيادات حوثية مع قيادات إخوانية إلى جانب قيادات من حزب المؤتمر.

الصورة التي التُقطت في صنعاء، ظهر فيها القيادي الإخواني البارز فتحي العزب، وكذا القيادي علي جباري، إلى جانب القيادات الحوثية علي القحوم وصبري الدرواني، وعضو ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي.

القيادي الحوثي البخيتي لم يكتفِ بنشر هذه الصورة، لكنّه كشف أن هذا اللقاء الذي عُقد هذا الأسبوع، لم يكن الأول من نوعه، لكنّه أقرّ بأنّ الاجتماعات تُعقد منذ أكثر من ست سنوات، في إشارة إلى استمرار التنسيق بين الحوثيين والإخوان على مدار الفترات الماضية.

أثار هذا اللقاء ردود أفعال ضخمة للغاية، وصبّت كمًا كبيرًا من الغضب على الشرعية الإخوانية، التي لطالما ادعت عداءها للمليشيات الحوثية لكن هذا الأمر لم يكن حقيقيًّا، بعدما ارتمى حزب الإصلاح (المتحكم في الشرعية) في أحضان المليشيات الحوثية.

تخادم المليشيات الإخوانية مع "حليفتها" الحوثية على هذا النحو أمرٌ ليس بالجديد، وتجلّى هذا الأمر واضحًا على مدار الفترات الماضية، بإقدام الشرعية الإخوانية على تسليم الجبهات والمواقع والمديريات (لا سيّما في الجنوب) للمليشيات الحوثية، إلى جانب صفقات تهريب الأسلحة والنفط التي تحقّق لكلا الفصيلين الكثير من المكاسب.

لكن "الصورة الأخيرة" التي تعبّر عن تنسيق حوثي - إخواني جديد، لا يمكن فصلها عن التطورات الجارية على الساحة الراهنة، لا سيّما عند ربطها بقرار إزاحة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو، وهو قرار صدر رغمًا عن أنف الشرعية التي لم تكن ترغب في الإقدام على هذه الخطوة، لكنها رضخت أمام الضغوط الضخمة التي تعرضت لها والتي كان مبعثها الشعب الجنوبي.

توقيت هذا الاجتماع وحجم المشاركة فيها قرأها محللون بأنها تعبر عن توجه حوثي إخواني نحو تعزيز تنيسقهما السياسي والعسكري، بما يكشف على الأرجح عن تفاهم ربما تتجلى علاماته في الفترة المقبلة في خطوات معادية للتحالف العربي.

تعزيز التنسيق الحوثي الإخواني يأتي في وقت يتعرض كلا الفصيلين لخسائر مهولة، سواء من خلال تكثيف الضغوط العسكرية على المليشيات الحوثية من جرّاء العمليات المكثفة التي تضيق الخناق على المليشيات المدعومة من إيران، إلى جانب الضغوط السياسية التي تلتف حول رقبة الشرعية الإخوانية في الفترة الماضية.