إزاحة بن عديو وبدء تحرير شبوة.. خطوة أولى على طريق فتح ملفات الشرعية السوداء
عزّزت الجهود التي بدأتها قوات العمالقة الجنوبية لتحرير محافظة شبوة، من الإرهاب الحوثي في مديريات بيحان والعين وعسيلان، الآمال نحو إنهاء حقبة سوادوية ألمت بمحافظة شبوة من جرّاء الممارسات العدائية التي ارتكبتها مليشيا الشرعية الإخوانية.
قوات العمالقة الجنوبية تخوض معركة صعبة وحاسمة بغية تحرير شبوة من الإرهاب الحوثي بعد تسلم المليشيات المدعومة من إيران المديريات الثلاث من مليشيا الشرعية دون أي قتال، وهذا التحرير سيكون بداية لمرحلة جديدة خالية من الانتهاكات الإخوانية التي خلّفت حقبة دامية في تاريخ المحافظة الغنية بالنفط.
محافظة شبوة شهدت على مدار السنوات الماضية، وتحديدًا منذ احتلالها في أغسطس 2019 من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية، شهدت العديد من الجرائم التي ارتكبتها "الأخيرة"، بين قتل وقمع واختطاف واعتقال وتعذيب وتأزيم معيشي وحرمان من أبسط الحقوق المعيشية.
حقبة بن عديو التي انتهت قبل أيام فقط، تضمنت قمعًا إخوانيًّا بشعًا، دهست من خلال المليشيات منظومة القانون والعدالة وحقوق الإنسان، وهو ما كبّد المدنيين كلفة غاشمة من الأعباء التي لا تُحتمل بأي حالٍ من الأحوال.
إقالة بن عديو عزّزت الآمال بقوة نحو نموذج مغاير في محافظة شبوة، إذ كان المحافظ الإخواني المُطاح به على رأس نظام عدائي قمعي يعادي الجنوب على أساس هويته، وكان داعمًا لهدم الاستقرار في شبوة وحرمان المواطنين من أدنى حقوقهم واستنزاف ثرواتهم وممتلكاتهم.
رحيل بن عديو عن رأس السلطة في شبوة، على أن يعقبها استئصال الإرهاب الحوثي من هناك، سيفتح الباب على مصراعيه لمحاسبة قيادات الشرعية على الجرائم الغادرة التي ارتكبتها هذه المليشيات ضد الجنوبيين طوال الفترة الماضية.
يرتبط ذلك بما أكّده المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، في أكثر من مناسبة، بالتأكيد على أنّ الجرائم الإخوانية لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وأن من ارتكبها من حرّض عليها سينال العقاب الحاسم.
وهناك ضرورة لفتح كل الملفات السوداء للسلطة الإخوانية التي قبضت على أنفاس محافظة شبوة لفترات طويلة، ليس فقط فيما يخص القمع والسجون السرية التي توسعت مليشيا الشرعية في إنشائها خلال الفترات الماضية، لكن أيضًا جرائم الفساد التي تخلّلها تهريب واسع النطاق لنفط الجنوب إلى مناطق سيطرة الحوثيين، وهي جرائم حققت لقيادات الشرعية ثروات ضخمة، مقابل إفقار وإذلال للجنوبيين وتأزيم واسع النطاق لوضعهم المعيشي.