حرب السفن والاغتيالات.. الحوثي يختنق
رأي المشهد العربي
هجومان جنونيان ارتكبتهما المليشيات الحوثية الإرهابية في توقيت متزامن، هما محاولة اغتيال علي الجبواني رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة بصاروخ سقط قرب مقر إقامته في مديرية عسيلان، إلى جانب اختطاف سفينة شحن المساعدات "روابي" التي تحمل علم الإمارات بمحافظة الحديدة.
الهجومان الإرهابيان يأتيان في توقيت ذاقت فيه المليشيات الحوثية الإرهابية قدرًا كبيرًا من الخسائر الميدانية، على يد قوات العمالقة الجنوبية والتحالف العربي، وهو ما انتهى إلى تحرير عسيلان من قبضة الحوثيين.
تحاول المليشيات الحوثية بعثرة الأوراق يمينًا ويسارًا، وتسعى بشتى السبل لخلط الأوراق عملًا على بقاء نفوذها قائمًا على الأرض، بعدما واجهت خسائر أقل ما توصف بأنها قاسية في توقيت قصير للغاية.
تريد المليشيات أيضًا إرسال رسالة بأنها لا تزال تملك من القوة على الأرض، وبالتالي تسعى للإمساك ببعض الأوراق التي يتم توظيفها لتخفيف وتيرة الضغط العسكري الذي تتعرض لها بشكل مكثف في الأيام الأخيرة.
إقدام المليشيات الحوثية على إشهار سلاح عمليات الاغتيال (استهداف الجبواني) إلى جانب توجيه ضربة إنسانية - ملاحية (اختطاف السفينة) ربما يمثّل السلاح الأخير في حوزة المليشيات التي على الأرجح باتت متيقنة من أن المواجهات العسكرية المباشرة ستكبّدها المزيد من الخسائر.
يضاف إلى ذلك الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها المليشيات ضد قوات العمالقة عندما أسقطت صاروخا على محطة وقود آرة في عسيلان وأصاب سيارة محملة بالذخائر لقوات العمالقة الجنوبية.
وشوهدت عدة جثث متفحمة جراء العدوان الإرهابي الحوثي على المنطقة السكنية، في جريمة حرب جديدة تضاف لجرائم المليشيات الإرهابية.
كل هذه العمليات الإرهابية تعبر عن مساع للمليشيات الحوثية بشتى السبل لتلاشي مزيد من المواجهات العسكرية ولذلك تحاول الضغط على القوات المسلحة الجنوبية والتحالف العربي من خلال عمليات إرهابية في أماكن متعددة.
الربط بين كل هذه الاعتداءات الحوثية يحمل دلالة واضحة بأن المليشيات المدعومة من إيران تعيش حالة من الاختناق ربما تكون غير مسبوقة، من جرّاء حجم الخسائر التي تكبّدتها على مدار الفترات الماضية.
على الجانب الآخر، فإنّ هناك حاجة ماسة لاستغلال حالة الاختناق التي يعيشها الحوثيون على الأرض، وذلك عبر تكثيف العمليات العسكرية على المليشيات، لا سيّما تلك التي تنزع القوة التسليحية عن المليشيات.