اختطاف السفينة روابي.. بين القلق الدولي والابتزاز الحوثي
تترجم موجات التنديد الدولية المتلاحقة لجريمة اختطاف السفينة "روابي" من قِبل الحوثيين، حجم القلق الذي يُساور المجتمع الدولي من تمادي المليشيات الحوثية في تهديد الملاحة البحرية على صعيد واسع.
الجريمة الحوثية أثارت موجات تنديد على صعيد واسع سواء إقليميًّا أو دوليًّا، ووجهت دول عديدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من القوى الدولية والإقليمية، رسائل مباشرة للحوثيين بضرورة إطلاق السفينة.
الغضب الدولي من الحوثيين يعكس حالة القلق التي تسود من جرّاء التهديد المتواصل الذي تمثله المليشيات الحوثية للملاحة البحرية، وهو أمرٌ لطالما ارتكبته المليشيات المدعومة من إيران على مدار السنوات الماضية.
وتملك المليشيات الحوثية سجلًا أسود فيما يخص جرائم تهديد الملاحة البحرية، وقد ركّزت على نشر الألغام والقوارب المفخخة بشكل عشوائي في البحر الأحمر، إلى جانب إطلاق الصواريخ.
جريمة اختطاف السفينة روابي أثارت قلقًا دوليًّا متصاعدًا لا سيّما إذا ما انخرطت المليشيات الحوثية نحو التمادي في تهديد الملاحة البحرية، لا سيّما أنّ الأمر يتزامن مع خسائر ضخمة تُمنَى بها المليشيات في شبوة.
ويبدو أنّ المليشيات الحوثية تحاول توجيه رسالة بأنّها قادرة على الرد على الانتكاسات التي تعرضت لها على مدار الفترات الماضية، لكنّ الأمر لا يقتصر على ذلك فمآلات إقدام الحوثيين على تهديد الملاحة سيكون شديد الخطورة على الموانئ وحركة السفن في الموانئ والمياه الإقليمية.
وتيقّن المجتمع الدولي بأن ثمة تهديدات كبيرة تحاصر حركة الملاحة البحرية والتجارة الدولية، لا سيّما فيما يخص الحركة في مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر، وهو من أهم المضايق العالمية، وتمر منه قرابة 5 ملايين برميل نفط يوميًّا إلى الولايات المتحدة ودول أوروبا.
الأكثر من ذلك أنّ دفاع المليشيات الحوثية عن جريمة اختطاف السفينة والإصرار على قرصنتها ربما يعكس رسالة غير مباشرة من قبل المليشيات بأنّها قد تعمد إلى مزيد من التصعيد في تهديد الملاحة البحرية، كنوع من أنواع الابتزاز للمجتمع الدولي للدفع نحو وقف الضغوط الضخمة التي تتعرض لها المليشيات الحوثية على الأرض.
وكان التحالف العربي قد أعلن على لسان المتحدث باسمه العميد الركن تركي المالكي، بتعرُّض سفينة الشحن ذات النداء "روابي" وتحمل علم دولة الإمارات، للقرصنة والاختطاف يوم الأحد الماضي أثناء إبحارها مقابل محافظة الحديدة.
سفينة الشحن "روابي" كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة (سقطرى) إلى ميناء (جازان)، وتحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة.
وتضم حمولة السفينة من المستشفى الميداني، عربات الإسعافات، معدات طبية، أجهزة اتصالات، خيام، مطبخ ميداني، مغسلة ميدان، ملحقات مساندة فنية وأمنية