ميليشيات إيران تمهد لحرق العراق

الثلاثاء 12 يونيو 2018 11:34:50
 ميليشيات إيران تمهد لحرق العراق
متابعات

حين يلجأ مقتدى الصدر إلى الدعوة إلى تنظيف العراق من السلاح غير الشرعي، فإنه يعبّر عن خشيته في أن يستعمل ذلك السلاح في تصفية الحسابات في المرحلة المقبلة التي يُخطَط لها أن تكون مرحلة لإزاحته من المكان الذي يقرر من خلاله مصير العراق، إلى المكان الذي يكون فيه مجرد شاهد زور.
نضج مقتدى الصدر وطنيا بحيث صار يخشى نشوب حرب أهلية جديدة. ربما سيضحي باستحقاقه الانتخابي من أجل أن لا تقوم تلك الحرب.
يعرف الصدر أن فوز الائتلاف الذي يتزعمه في انتخابات، خسرتها الكتل الموالية لإيران بالرغم من كل عمليات التزوير التي قامت بها لن يجعل الطرق أمامه سالكة للوصول إلى السلطة، ومن ثم تنفيذ مشروع ائتلافه في التغيير السياسي، وصولا إلى الدولة المدنية التي تعلي من شأن القانون والمواطنة وقيم العدالة الاجتماعية.
الفوز في الانتخابات في عراق الميليشيات المسلحة التابعة لإيران قلبا وقالبا لا يكفي للفوز بالسلطة. هناك عقبات كثيرة ستضعها كل الأطراف الأخرى في الطريق، الهدف منها إما سرقة السلطة عن طريق الاحتيال على الدستور وإما العمل على إلغاء الانتخابات والدعوة إلى انتخابات جديدة.
وإذا لم يتحقق واحد من الهدفين، فإن الميليشيات ستكون جاهزة لشن حرب سيكون الصدر خاسرا فيها في ظل عزوفه عن اللجوء إلى السلاح. وما حرق المركز الانتخابي بصناديقه إلا ضربة للتمهيد للخيار الأسوأ. وهو خيار يؤكد اللجوء إليه أن الحلول لم تعد متاحة على طاولة قادة الميليشيات، ولأن الوقت يضيق فإنهم يعتقدون أن الغلبة ستكون لمَن يبادر.
ولا يبدو أن الصدر في عجلة من أمره. لذلك فإنه سيترك المبادرة للآخرين من أجل أن يكونوا سببا في حريق العراق.
غير أن ما هو مؤكد أن رجل الدين الذي يعتبره دعاة المشروع الإسلامي من أتباع إيران عدوهم رقم واحد سيدعو إلى مقاطعة الانتخابات إذا ما نجح خصومه في إلغاء نتائج الانتخابات الحالية.