تحرير شبوة والتقدم نحو مأرب.. الجنوب يغيّر المعادلة العسكرية
ضاق الخناق على المليشيات الحوثية الإرهابية، بشكل يبدو أنّه غير مسبوق بالنظر إلى حجم الضربات التي انهالت عليها على قوات العمالقة الجنوبية بدعم وإسناد من قِبل التحالف العربي.
فلم تكد المليشيات الحوثية هزائم مدوية في محافظة شبوة، وتحديدًا في بيحان والعين وعسيلان، وهي المديريات الثلاث التي تسلّمتها المليشيات من الشرعية الإخوانية، حتى وجدت نفسها تحت الضغط من جديد، في محافظة مأرب.
وكانت الساعات الماضية شديدة الصعوبة على المليشيات الحوثية الإرهابية التي تعرضت لخسائر ضخمة سواء في الأرواح أو العتاد، بما قاد إلى انهيار سريع وضخم للمليشيات المدعومة من إيران.
قوات ألوية العمالقة الجنوبية تمكّنت من تكبيّد مليشيا الحوثي الإرهابية خسائر مدوية في مناطق واسعة بمديرية حريب بمحافظة مأرب، وقد سيطرت القوات الجنوبية على مناطق شاسعة هناك.
وشهدت الجبهات انهيارًا واسعًا في صفوف المليشيات الحوثية الإرهابيين، في ظل معارك عنيفة ضد المليشيات المدعومة من إيران، التي تكبّدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
القاسم المشترك في كل الخسائر المدوية التي تعرضت لها المليشيات الحوثية سواء في شبوة أو في مأرب كان تقويض نفوذ مليشيا الشرعية الإخوانية، التي لم ولن تعد متحكمة في مسار العمليات العسكرية، ما يعني أنّ هناك حالة نفور كبيرة من هذا الفصيل المتخادم مع الحوثيين.
واقع العمليات العسكرية وسرعة الانهيار الحوثي وهو يعكس جسارة قوات العمالقة الجنوبية فالأمر نفسه يشير على الأرجح إلى أنّ المليشيات الحوثية لم تكن تتوقع وتيرة الضغوط العسكرية على هذا النحو، وظنت على ما يبدو أنّ حزب الإصلاح الإخواني سيظل مهيمنًا على المسار العسكري، وهو ما يمثّل تخادمًا واضحًا مع المليشيات المدعومة من إيران.
وكانت النقطة الفارقة التي شكّلت اللبنة الأولى لهذه التطورات العسكرية هي إزاحة محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو، إذ جاءت إقالته خطوة أولى قادت إلى تحقيق نجاحات عسكرية جنوبية في شبوة، ثم تمدّد رجال العمالقة صوب مأرب، في إطار الحرب على الحوثيين.
عسكريًّا واستراتيجيًّا، فإنّ توجُّه قوات العمالقة الجنوبية صوب مأرب سيُشكّل علامة فارقة في إطار معركة مأرب، التي سعت المليشيات الحوثية لحسمها منذ فترة طويلة، لكنها واجهت ضغوطًا عسكرية ضخمة من قِبل التحالف العربي الذي ضيّق الخناق على المليشيات.