الحرب على الجنوب.. الشرعية تثأر للهزائم الحوثية بإشعال حرب نفطية
في وقت يهنأ فيه الجنوبيون بانتصارات قواتهم المسلحة على المليشيات الحوثية، وتحديدًا في محافظة شبوة، عملت الشرعية الإخوانية على تعكير صفو هذه الأجواء عبر إثارة مزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين.
تمثّل هذا الأمر في افتعال أزمة في المشتقات النفطية المفتعلة بالسوق المحلية، كجزء من حرب اقتصادية يتعرض لها الجنوب، وهو مخطط ذهب إليه أعداؤه بعدما وجدوا صعوبة كبيرة في إخضاع الجنوب عسكريًّا.
افتعال أزمة المشتقات النفطية سلاحٌ دائمًا ما يُشهره أعداء الجنوب في مسعى واضح لبعثرة كل الأوراق المعيشية، وإحداث أكبر قدر من الاستهداف للمواطنين عملًا على تأزيم الواقع المعيشي أمامهم، كعقاب للجنوبيين وثأرًا منهم للانتصارات التي تحقّقها قواتهم المسلحة في مكافحة الإرهاب.
المجلس الانتقالي أشار بوضوح في هذا الصدد، إلى أنّ رموز القوى النافذة تواصل الضغط بغرض استمرارية تحكمهم بأسعارها لتحقيق مكاسب خاصة، وإشباع رغباتهم على حساب المواطنين.
ووجّهت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، مطالبة واضحة ومباشرة لرئيس حكومة المناصفة بالتدخل العاجل لوقف هذه الأزمة المفتعلة، وإعادة الاستقرار للسوق المحلية.
صناعة أزمات معيشية خانقة للجنوبيين على هذا النحو وفي ذلك التوقيت تمثّل محاولة واضحة وصريحة للعمل على خنق الجنوب واستمراره لأطول فترة ممكنة بين براثن أعباء إنسانية وأزمات معيشية خانقة، تفرض على مساره خطوات يفترض أن يكون قد تجاوزها منذ فترات بعيدة.
وبات واضحًا أنّ الشرعية الإخوانية تحاول جذب الجنوبيين إلى معركة أخرى قوامها البحث عن الخدمات وذلك للحيلولة دون تنفيذ المزيد من الانتصارات العسكرية المتتالية التي لا تقتصر على كونها ضربة للمليشيات الحوثية وحسب بقدر ما تمثّل صفعة وجه الشرعية الإخوانية هي الأخرى.
إثارة أزمات معيشية باسم النفط في الجنوب هو إصرارٌ من الشرعية على المضي قدمًا في تنفيذ أجندة معادية ضد الجنوب، بما يفتح الباب أمام عديد السيناريوهات في الفترة المقبلة، والتي سيكون فيها الجنوب مطالبًا بإشهار راية الحسم والحزم لتحصين أراضيه من تحديات أشد خطورة.
فالشرعية وهي تثير أزمات معيشية في الجنوب فهي تسعى لتكريس حالة من الفوضى الشاملة بما يتيح لها إمكانية الانقضاض على مفاصل الجنوب، وذلك بعدما فشلت في النيل من أمنه واستقراره لفترات طويلة على الرغم من حجم توظيفها للإرهاب على أراضيه.