رسالة إماراتية لمجلس الأمن: محاسبة المليشيات قبل فوات الأوان
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة، المجتمع الدولي أمام مسؤولياته بدعوة مجلس الأمن للاجتماع بعد الهجوم الإرهابي الذي شنّته المليشيات الحوثية على أبوظبي.
دولة الإمارات قدّمت رسالة شافية وافية إلى مجلس الأمن، كخطوة أولى في مسار الرد الدبلوماسي على الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له أبو ظبي، من قبل المليشيات الحوثية.
الإمارات بعثت قدّمت رسالة إلى النرويج - باعتبارها الرئيس الحالي لمجلس الأمن - طلبت فيها ، عقد اجتماع للمجلس بشأن هجمات المليشيات الحوثية الإرهابية على أبوظبي.
وفيما أدانت الرسالة استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية للمدنيين وللأعيان المدنية على الأراضي الإماراتية، وعدّته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، فقد دعت مجلس الأمن إلى إدانة هجمات الحوثيين بشكل قاطع وبصوت واحد.
في السياق، قالت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة: "تدين دولة الإمارات بأشد العبارات استهداف الحوثيين للمدنيين والأعيان المدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي".
وأضافت أن بلادها تتقدم بخالص التعازي لأسر المفقودين، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل، وأشارت إلى أن هذا التصعيد غير القانوني والمثير للقلق، هو خطوة أخرى في جهود الحوثيين لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، ومحاولة أخرى من قبل الحوثيين، لاستخدام القدرات التي اكتسبوها بشكل غير قانوني، في تحد للعقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة، لتهديد السلام والأمن.
في الرسالة، دعت دولة الإمارات، مجلس الأمن للتحدث بصوت واحد، والانضمام إلى الإدانة الحازمة والقاطعة للهجمات الإرهابية التي شُنّت في تجاهل تام للقانون الدولي.
الخطوة الدبلوماسية الإماراتية هي باكورة عمل سياسي ستُقدم عليه الدولة في إطار مرحلة جديدة من تشكيل حالة من الضغط الدولي على المليشيات الحوثية، وذلك عملًا على معاقبتها على جرائمها الإرهابية.
الرسالة الإماراتية تمثّل كذلك رسالة تنبيه أخيرة تطرق أبواب المجتمع الدولي وهي تعكس حجم التهديدات التي تُشكلها المليشيات الحوثية، سواء تلك التي تتعلق بمخاطر نشر الإرهاب في المنطقة أو تهديد المصالح التجارية.
يتجلّى ذلك في أنّ الهجوم الحوثي الإرهابي على أبو ظبي أعقب إقدام المليشيات على اختطاف سفينة الشحن روابي التي ترفع علم الإمارات وكانت تحمل موادًا طبية إغاثية قبل أن تقرصنها المليشيات الحوثية.
توالي الاعتداءات الحوثية تؤشر إلى أنّ المليشيات تصر على صناعة أكبر قدر من الإرهاب، وهنا تجلّت أهمية الخطوة الإماراتية في مخاطبة المجتمع الدولي نظرًا لأهمية هذه الخطوة عبر استدعاء المسؤولية الدولية لمجابهة الإرهاب الحوثي المسعور.
في المقابل، فإنّ إتباع المجتمع الدولي مزيدًا من الصمت والاقتصار على إصدار بيانات إدانة للجرائم الحوثية أمرٌ يظل يحمل بين طياته الكثير من المخاطر على مستقبل الأوضاع في المنطقة برمتها.