سياسة الوعيد.. كيف تتعامل الولايات المتحدة مع الإرهاب الحوثي؟
من بين عديد المواقف الدولية المنددة بالإرهاب الحوثي ضد دولة الإمارات في الهجوم الإرهاب الذي تم تنفيذه بطائرات مسيرة على مدينة أبو ظبي، رشح موقف أمريكي استخدم لهجة وعيد موجهة ضد المليشيات.
بشكل مباشر، تعهدت الإدارة الأمريكية، بمحاسبة المليشيات الحوثية بعد استهدافهم بطائرات مسيرة منشآت مدنية في الإمارات.
مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان، قال إنّ الولايات المتحدة تدين بشدة هذا الهجوم الإرهابي، وأضاف: "الحوثيون أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم، وسنعمل مع الإمارات وشركائنا الدوليين على محاسبتهم".
واستخدم المسؤول الأمريكي لغة أكثر وضوحًا في هذا الجانب، بتأكيدها الالتزام الراسخ بأمن دولة الإمارات العربية المتحدة، وتابع: "نحن نقف مع شركائنا الإماراتيين ضد كل التهديدات لأراضيهم".
أمريكيًّا أيضًا، أدانت وزارة الخارجية، الهجوم الحوثي الإرهابي عليى أبو ظبي ، وقالت: "تدين الولايات المتحدة بشدة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها أبوظبي واستهدفت مواقع مدنية من بينها مطار أبوظبي الدولي وأسفرت عن مقتل وجرح مدنيين أبرياء."
وأضاف البيان: "نعرب عن تعازينا لأسر هؤلاء الضحايا ولشعب الإمارات. أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هذا الهجوم. نجدد التزامنا الراسخ بأمن دولة الإمارات العربية المتحدة ونقف متحدين مع شركائنا الإماراتيين."
اللهجة الأمريكية التي يتم استخدامها ضد الإرهاب الحوثي ربما تكون مستحدثة في حدتها، وتعبّر عن حجم الغضب من إرهاب المليشيات، وهنا أثير الكثير من الاهتمام عن الخيارات التي تملكها واشنطن في إطار الضغط على الحوثيين.
هذا الطرح يجذب الأنظار سريعًا إلى قرار الإدارة الأمريكية الذي كان قد تم اتخاذه خلال حقبة الرئيس السابق دونالد ترامب وهو تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، قبل تراجع الرئيس الحالي جو بايدن عن ذلك القرار.
القرار كان قد اتخذه ترامب في يناير 2021، وذلك بهدف تحميل المليشيات الحوثية مسؤولية أعمالها الإرهابية والهجمات العدائية التي ارتكبها هذا الفصيل المدعوم من إيران.
كانت إدارة ترامب تعتبر تلك الخطوة بأنها تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية إلى إبعاد اليمن عن التدخل الإيراني، وتهيئة المناخ نحو تحقيق السلام.
لكن بعد شهر واحد من ذلك التاريخ، جاءت إدارة بايدن لترفع المليشيات الحوثية من قائمة الإرهاب، واعتبرت هذا التراجع يرمي إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للسكان.
حرصت إدارة بايدن على توضيح موقفها أكثر بإعلانها أنّ قرارها لم يكن بمثابة وضع للثقة في المعسكر الحوثيين لكنّها - أي واشنطن - تسعى لإحداث حلحلة سياسية ودبلوماسية.
وآنذاك، أعلنت إدارة بايدن أنها ستواصل مراقبة أنشطة المليشيات الحوثية مع إتباع آلية فرض العقوبات عليها.
حديث الإدارة الأمريكية عن مراقبة الأنشطة الحوثية يجب أن يُترجم في خطوات وإجراءات عملية، وذلك بعدما تبين لكل الأطراف أنّ المليشيات الحوثية طرف معرقل لكل مساعي وآمال تحقيق السلام.
كما أنّ إرهاب المليشيات يعكس أنّ الاكتفاء بدور المشاهد أو على الأقل المراقب عن بعد أمرٌ لن يكون مجديًّا بأي حالٍ من الأحوال، بل هناك ضرورة ملحة لتضييق الخناق على الحوثيين بشكل جدي.
وقد تكون خطوة تصنيف الحوثي تنظيمًا إرهابيًّا باكورة تعامل جدي من قِبل الإدارة الأمريكية، وما يلي ذلك من ضغط شامل على معسكر المليشيات على الصعيدين السياسي والعسكري.