حوثيو إيران هم إيرانيو اليمن.. وعبدالملك نسخة باهتة من نصرالله

لا يحتاج عبدالملك الحوثي إلى استعمال لغة حسن نصرالله للتعبير عن ولائه لإيران وخضوعه لإملاءات الولي الفقيه وانخراطه في تنفيذ تعليمات الحرس الثوري الإيراني.   إيران نفسها لا تُخفي أنها تقف وراء الحوثي في حربه على الشرعية وهي تنتظر من المجتمع الدولي أن يلجأ إليها من أجل وضع حد للحرب في اليمن باعتبارها طرفا في تلك الحرب.   الحوثي هو جندي إيراني مثلما هو حال نصرالله. تلك حقيقة تستند إلى حقيقة أهمّ وهي أن إيران لا تملك الوسائل التي تؤهلها لوضع حلول لأزمة لبنان وهو ما يجعلني على يقين من أن ذلك العجز يشمل اليمن أيضا.   إيران تصنع الأزمات وهو ما فعلته وما تعترف أنها فعلته غير أن حل تلك الأزمات ليس من اختصاصها. كما أنها ليست مستعدة لتحمل أيّ مسؤولية عن تلك الأزمات.   يمكنها في لحظة يأس أن تترك نصرالله وجيشه وحيدين في مواجهة الشعب اللبناني. وهي الحال نفسها التي يمكن أن يقع فيها الحوثي وأنصاره الذين يزعمون أنهم أنصارالله.   ولا أبالغ إذا ما قلت إن الحوثي ونصرالله هما إيرانيان أكثر من إيرانيي النظام أنفسهم. غالبا ما يقع الأتباع في ذلك الفخ غير الأخلاقي والبعيد كل البعد عن شرط الوجود الإنساني.   تحارب إيران من خلال الحوثيين وهي تعتبرهم سدها المنيع وجبهتها في مواجهة الإمبريالية لكن بصيغتها العربية. لا تجرؤ إيران على إطلاق رصاصة واحدة على الإمبريالية ولا على صنيعتها إسرائيل.   الحرب على العرب هي هدف إيراني ينجزه الحوثيون ولكنهم ليسوا أدوات عمياء فحسب. غاياتهم تقع في منطقة أبعد من الأداء الخدمي المباشر، ذلك لأنهم يسعون لاكتشاف جبهات حرب إيرانية جديدة من غير أن يثقلوا على إيران على مستوى الموقف الدولي.   من وجهة نظر العالم هم يمنيون ولديهم مشكلة قديمة مع الدولة وهم اليوم إذ استولوا على الجزء الشمالي من الدولة يحاولون أن يقيموا معادلة جديدة للحكم. تلك كذبة. فالحوثيون خسروا حروبهم الست السابقة لأنهم طائفيون ولأنهم لا يسعون إلى نيل حقوق المواطنة، بل إلى تمزيق اليمن. وهذا ما يحدث اليوم.   يدرك الحوثي مثلما يدرك نصرالله أن الحرب على العرب يمكن أن تجنّب إيران العقاب الدولي. فالمشكلة عربية – عربية. وليست يمنية – يمنية أو لبنانية – لبنانية. فعلى سبيل المثال فإن نصرالله نسي إسرائيل باعتبارها عدوا وصارت السعودية هي العدو. يمكنه أن يجد تفسيرا لذلك التحول من خلال اللجوء إلى حكايات طائفية مقنّعة بالزيف. ليس مهمّا أن يرى نصرالله صورته في مرآة الشعب الذي احتال عليه باسم المقاومة. ما يهمه أن يظهر وجهه في المرآة الإيرانية.   عبدالملك الحوثي هو نسخة باهتة من حسن نصرالله.   الولاء لإيران تغلب على المواطنة وإن جاءت تلك المواطنة بصيغة قبلية. سيندم الكثير من اليمنيين ممن أيدوا ودعموا الحوثي حين يكتشفون أن التخلي عن يمنيته كان بالنسبة إلى الحوثي حدثا طبيعيا لقاء تمسكه بالعقائدية الإيرانية.   فرضت إيران سياستها على العقيدة فكان على من يتبع عقيدتها أن يكون إيرانيا أولا. ذلك ما عبر عنه حسن نصرالله علنا حين كشف عن أنه مجرد جندي لدى الولي الفقيه وهو في حقيقته أحد منتسبي الحرس الثوري. حاله في ذلك من حال زعماء الميليشيات في العراق الذين جمعهم السيستاني في إطار الحشد الشعبي.   ليس الحوثيون صنيعة إيرانية، ولكنهم قرروا أن يكونوا أسوأ من ذلك حين وضعوا أنفسهم في خدمة المشروع الإيراني في المنطقة القائم على الخراب الدائم. ذلك لأن يمنا قد تم تخريبه من قبلهم لا يمكن إصلاحه في وقت منظور وهو ما يصح على حزب الله الذي خرّب لبنان بطريقة فرض من خلالها ذلك الخراب باعتباره قانون حياة.   لقد انتهى اللبنانيون إلى حقيقة مفادها أن أيّ محاولة لإحياء لبنان لا بد أن تصطدم بجدار حزب الله. إما لبنان أو حزب الله. انتقل حزب الله من الحكومة إلى الدولة ومن ثم إلى لبنان كله. لبنان ميّتا هو هدف حزب الله ليلحقه بالإمبراطورية الإسلامية في إيران. ذلك هو هدف الحوثي في اليمن أيضا.   لا يمكن لأي مبعوث أممي أن يفهم تلك المعادلات. إيرانيو اليمن هم قومية جديدة ستلعب دورا في تدمير مستقبله.