مقتل قيادي القاعدة في اليمن.. خسارة مزلزلة لـ ثالوث الإرهاب
مع كل إعلان بالقضاء على أحد عناصر تنظيم القاعدة، فإنّ هذه الضربات لا توجه فقط للتنظيم الإرهابي، لكنّها تطال أيضًا المليشيات الحوثية وحليفتها الإخوانية، في ظل ترابط العلاقات بينهما مع تنظيم القاعدة.
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أقرّ بمقتل القيادي في التنظيم صالح بن سالم بن عبيد عبولان في ضربة أمريكية باليمن، دون أن يحدد المنطقة أو تاريخ العملية.
وبحسب موقع "سايت" الاستخباراتي، فقد كان "عبولان" - المعروف أيضا باسم أبو عمير الحضرمي - من مساعدي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
ونقلت مديرة الموقع ريتا كاتز، معلومات متداولة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تشير إلى أنّ غارة جوية أمريكية أسفرت عن مقتل ثلاثة من مقاتلي التنظيم الجمعة الماضي.
ليست هذه هي العملية الأولى من نوعها، التي تنزل على عناصر تنظيم القاعدة، ففي العام الماضي كشفت الأمم المتحدة عن اعتقال زعيم التنظيم في جزيرة العرب خالد باطرفي، ومقتل نائبه سعد عاطف العولقي، خلال عملية أمنية في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة.
وآنذاك، قالت الأمم المتحدة، إنه بالإضافة إلى خسائر "القاعدة" على مستوى القادة، فإن التنظيم يعاني من تآكل في صفوفه بسبب الانشقاقات، لا سيما بعد الضربات والهزائم الكبرى التي تلقاها.
وأشار إلى أنّ شبكة القاعدة العالمية تواجه تحديًّا ملحًا فيما يتعلق بقيادتها وتوجهها الاستراتيجي، بعد فترة استثنائية من استنزاف كبار قادتها في اليمن وأيضًا في أفغانستان ومالي والصومال وسوريا.
هذه الضربات لا تفتك فقط بتنظيم القاعدة، لكنها تضرب أيضًا المليشيات الحوثية وكذا الإخوانية، باعتبار أنّ كلًا منهما له علاقات تقارب مشبوهة وخبيثة مع التنظيم الإرهابي.
حوثيًّا، أبرت المليشيات المدعومة من إيران الكثير من الصفقات السرية مع تنظيم القاعدة، وذلك للتخادم فيما بينهما في إطار تحقيق مصالحهما الإرهابية، وذلك في مسعى لتعويض الخسائر التي يتعرضان لها.
وسبق أن عملت مليشيا الحوثي على إطلاق سراح قيادات وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وفتح جغرافيا محافظة البيضاء لإيواء الإرهابيين الهاربين من الملاحقة.
مثل هذا التخادم يجمع كذلك بين تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح، حيث عملت المليشيات الإخوانية على تجنيد الكثير من عناصر تنظيم القاعدة إلى صفوفها، وهي علاقات تنسيق وترابط يشرف عليها جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر.
كما لعبت قطر، دورًا رئيسيًّا في إطار تعزيز الترابط بين حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة، حيث موّلت الدوحة عمليات تجنيد عناصر القاعدة في صفوف المليشيات الإخوانية.
علاقات الترابط التي تجمع المعسكرين الحوثي والإخواني مع "القاعدة" تعني أن أي ضربة يتعرض لها التنظيم الإرهابي، يعني أنّها خسارة كبيرة لكل هذه المليشيات التي تعيث في صناعة الإرهاب.