بين كتالونيا وڪردستان .. قضية شعب الجنوب اکبر من أن تُقارن ..!
يذهب البعض من كتابنا ومثقفينا وساستنا المبجلين الى مقارنة او على الأقل القليل الأيحا بمقارنة بعيدة ما بين قضية شعب الجنوب والقضية الڪردية "إقليم كردستان" وجعلها مرآة سلبية عاكسة لقضيتنا.
لا اخفي عليكم تعاطفي المطلق معهم ومع قضيتهم كأحساس ثوري "يشعر بة جل أبناء الجنوب" يعكس الضيم الذي تتعرض له الشعوب عند محاولة طمس هويتها وتاريخها وإنسانيها بل وحتى وجودها الآدمي.
كما لا اخفيكم سراً ان احساساً ثورياً اخر انتاب شعوري العاطفي تجاه الشعب الكتالوني واحقيته في تقرير مصيره عن الإسبان دون ان يمر ذلك بشعور خارج إطار السياسة، يهزني بشدة العشق لنجوم كرة القدم بنادي البرسا.
ولكن تبقى كل تلك المشاعر والاحاسيس وليدة لحظتها كشعور عاطفي إنساني تجاه تلك الشعوب المكلومة، ولا علاقة لها بقضية الارض والعرض والهوية والانسان
كما ننظر لها نحن معشر شعب الجنوب.
لذا فإن الخوض في هڪذا مقارنات او تشبيهات قد تعزز من قدرات الطرف الآخر المناوئ لقضيتنا من خلال تغذية نفس عوامل الفشل التي صاحبت القضيتان الكردية والكاتلونية والسعي لاسقاطها على قضية شعب الجنوب العادلة .
ويعزز القول الشبيه لتلك المقارنات، اطماع عصابة الضد والفيد "التي تعتبر عودة سيادة الدولة الجنوبية، هلاكاً لها ولمشروعها التوسعي " من خلال العزف على وتر الخلافات الجنوبية ــ الجنوبية البسيطة واثارة النعرات المناطقية والطائفية بين بعض البشر من ابناء الجنوب الذين ارتبطت مصالحهم الانية والشخصية بهذه العصابات تحت غطاء شبة نظامي.
شرقوا او غربوا ..
يمنوا او عودوا لشمالكم ..
لامجال للمقارنة في ذلك نهائياً، ولا اؤمن بوجود قضية لشعباً ما كقضية دولة شعب الجنوب العربي، مهما كان تعاطفنا مع قضايا وحقوق بعض الشعوب الاخرى .
ومع الاشارة الى بذرة المشروع القصير للوحدة الفاشلة التي تمت بين الدولتان العربيتان "مصر وسوريا" والتي تم تدارك كارثتها قبل ان تبتلع احدهما الاخرى ، تبقى قضية الدولة الجنوبية عنوان لصمود شعب لاتنكسر إرادته و لايقارن بشبيه على الاطلاق .