السلطات الإيرانية تسعى للتحكم فى آليات الرقابة المفروضة على الإيرانيين
يرى الصحفى فى جريدة «لوموند» الفرنسية، لويس أمبيرت، أن السلطة الإيرانية لم تحظ بالدعم الوطنى المنشود بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووى الإيرانى وهى بحاجة لأكثر من أى وقت مضى للتلويح بحجم التهديد الأجنبى المهول لحفظ ماء الوجه.
ويرى أمبيرت أنه لا شيء تغير فى إيران منذ موجة المظاهرات التى شهدها العديد من المدن ضد الأزمة المالية والسياسية فى البلاد، بل ازدادت الأوضاع سوءا بالنسبة للنظام الإيرانى الذى يئس من تحميل أى حركة غضب مسئولية أى تهديد أجنبى، خصوصا أن إسرائيل وواشنطن تواصلان بث خطاباتهما حول «تغيير النظام» فى إيران ومع قرار الانسحاب الأمريكى من الملف النووى زادت الخطابات فى إيران حول «محاولات لزعزعة استقرار البلاد».
وحسب الصحفى الفرنسى فإن الضغط الأمريكى ساهم مسبقا فى التغاضى عن العديد من الفضائح التى اندلعت فى البرلمان ولوزارات ومؤسسات عديدة متعلقة بقضايا إهمال فى الصفقات العامة والرشوة، وذلك فى صفقات بناء أودت فى نوفمبر٢٠١٧ بحياة المواطنين فى كردستان إيران، ناهيك عن إهمال السلطات للمواقع الفارسية الأثرية وتسببها فى التسيير العشوائى للموارد المائية، دون أن يستبعد بالطبع تدخل أجهزة أمن الدولة فى تكميم الأفواه، أضف إلى ذلك عدم إيمان الإيرانيين بوجود بديل جاد وذى مصداقية للنظام الحالي، ورغم أن خطابات ونداءات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى «الشعب الإيراني» للوقوف فى وجه حكامه، إلا أن ذلك لم يحرك كثيرا من حماس الإيرانيين، لكنه لم يخلق كذلك أى حس وطنى أمام أى نوع من التهديد الأجنبي، لذا يتساءل لويس أمبيرت إن كان النظام الإيرانى الحالى بحاجة إلى تهديد أجنبى كبير يبقيه فى السلطة؟.
وفيما تسعى السلطات الإيرانية للتحكم فى آليات الرقابة المفروضة على الإيرانيين، مثل قطع موقع التواصل «تلجرام» وفلترة شبكات النت، يبحث الرئيس روحانى فى سبل التمسك بالاتفاق النووى أو ما تبقى منه، حيث أكد لباقى الأطراف أن بإمكان البلد مواصلة تصدير النفط رغم العقوبات الأمريكية، ومع ذلك فإن الصحفى الفرنسى يؤكد أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة على طهران، لاسيما بعد إعلان مصنع السيارات الفرنسى «بى أس أي» وقف نشاط مصانعه فى إيران وهو، ما يشير إلى أن العديد من المستثمرين سيتبع نفس الخطوة.
وفى المقابل، تواصل طهران رغم ذلك بث رسائل مشفرة للجميع، ويلاحظ أمبيرت أن تصريحات على أكبر صالحى مدير البرنامج النووى الإيرانى يؤكد فيها استعداد بلده الخروج عن «الاتفاق» مثل الولايات المتحدة الأمريكية واللعب «على الخط الأحمر» برفض زيارات المفتشين من الوكالة الدولية للطاقة النووية، وتفنيد اتهامات واشنطن و«كسب الوقت»، لأنه وحسب أمبيرت فى خلاصته فإن القمة الأمريكية- الكورية الشمالية لها أثرها على الرأى العام الإيرانى وإن تخطت بيونج يانج الخطوة بنجاح «فمن الأفضل صناعة القنبلة النووية للتفاوض ندا بند مع واشنطن».