الشعب يقول كلمته.. كيف انتصرت الهبّة الحضرمية على مخططات الشرعية؟

الجمعة 28 يناير 2022 18:57:39
الشعب يقول كلمته.. كيف انتصرت الهبّة الحضرمية على مخططات الشرعية؟

يومًا بعد يوم، يثبت الشعب الجنوبي مدى قوته وجسارته ودرجة ثباته فيما يُشكله من ضغط ربما يكون غير مسبوق على الشرعية الإخوانية التي ترضخ إزاء ما يطلبه الجنوبيون.

تجلّى هذا الأمر كثيرًا في الهبة الحضرمية الثانية، التي يرى محللون أنها الدلالة الأكبر على مدى وحجم قوة الضغط الشعبي الجنوبي وما يحمله من تأثيرات كبيرة على مسار الأوضاع في الجنوب.

الهبّة التي اندلعت ولا تزال قائمة للمطالبة بالحفاظ على ثروات حضرموت النفطية ومنع تهريبها وإزاحة الاحتلال الإخواني من أراضيها، تجني الآن ثمار تماسكها وقوة زخمها.

الحديث عن قرار أصدرته شركة بترو مسيلة، مثّل رضوخًا لضغوط الهبة الحضرمية، وتمثّل في توفير حصة من الديزل المدعم، بغرض توزيعها على محطات وادي حضرموت.

لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام (حرو) كانت قد عقدت في وقت سابق، اتفاقا مع السلطة المحلية في المحافظة لتنفيذ الاتفاق قبل التباطؤ في التنفيذ.

وأمهلت لجنة حرو، الشركة يومين لتنفيذ الاتفاق، قبل الاتفاق على إغلاق مداخلها ومخارجها، للإذعان للمطالب الشعبية.

هذه التطورات المتسارعة فيما يخص وضع الهبّة الحضرمية لا يُنظر إليها أنها منجز شعبي يعزِّز الآمال نحو تحقيق تطلعات المواطنين عبر الضغط الشديد الذي تُشكله الهبّة الحضرمية، لكن الأمر يُنظر إليه بمنظور أشد عمقًا فيما يخص حجم القوة الشعبية الجنوبية، وفرص انتقال هذه القوة لتشمل قطاعات أوسع نطاقًا فيما يخص مسار القضية الجنوبية في المجمل.

الأمر الآخر واضح العيان من هذه التطورات هو أنّ الشرعية فشل في الرهان على عامل الوقت، فهذا المعسكر الإخواني حاول المماطلة وإتباع عامل الوقت في محاولة لدفع الجنوبيين نحو اليأس ومن ثم وقف هذا الحراك الشعبي.

لجوء الشرعية إلى هذا السلاح كان مُعززًا بمخاوف واضحة وصريحة من اللجوء إلى الحل الأمني، إذ كانت الشرعية تعرف حجم العواقب التي يمكن أن تعود عليها إذا ما قررت إشهار سلاح القمع بشكل مباشر تجاه المواطنين.

لكن إصرار مواطني على الهبة زخمها وتسريع وتيرة ضغطها مثل علامة فارقة في رضوخ الشرعية، وكان هذا الأمر مدعومًا بحاضنة سياسية وفّرتها القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، إلى جانب دعم شعبي واسع النطاق للهبة في محافظات الجنوب المختلفة.

إزاء ذلك، يرى محللون أن النجاحات التي تحققها الهبة الحضرمية ستكون نموذجًا جنوبيًّا أوسع نطاقًا في المرحلة المقبلة، التي يبدو أن شعارها الأكبر سيكون تعبير الجنوبيين عن غضبهم عبر حراك شعبي متكامل يلفظ صنوف الحرب والمؤامرة التي يتكالب فيها الحوثيون والإخوان على الجنوب.