نهاية عملية إعصار الجنوب.. كيف أمّنت عمق شبوة الاستراتيجي؟
حقّقت عملية إعصار الجنوب التي أطلقتها قوات العمالقة الجنوبية أهدافها كاملة، بعدما تمكّنت من استعادة مديريات شبوة الثلاث (بيحان والعين وعسيلان) من قبضة المليشيات الحوثية، كما أمّنت العمق الاستراتيجي للمحافظة بعملياتها في محافظة مأرب.
ألوية العمالقة الجنوبية أعلنها أنها استكملت عملية إعصار الجنوب، والتي تكللت بتحرير مديريات بيحان في شبوة، ومديرية حريب في محافظة مأرب من قبضة المليشيات الحوثية.
وعقب هذا الانتصار العسكري، أعادت قوات العمالقة تموضع لقواتها في محافظة شبوة وذلك بعد تحرير مديريات بيحان وحريب وتأمين لمحافظة شبوة بشكل كامل من مليشيا الحوثي.
تحركات العمالقة الجنوبية في هذا الإطار، حملت بعدًا استراتيجيًّا مهمًا، ففي غضون أيام قليلة تمكّنت من استعادة مديرية شبوة التي سلمتها الشرعية الإخوانية للمليشيات الحوثية، ولم تكتفِ بذلك لكنها توجهت صوب محافظة مأرب لتأمين عمق شبوة ومنع أي محاولات حوثية لفتح جبهة جديدة ومن ثم تهديد أمن شبوة عبر مأرب.
التطورات العسكرية وقراءاتها الميدانية تحمل دلالات مهمة، أولها أن المرحلة الحالية كان شعارها استعادة مديريات شبوة من قبضة الحوثيين، وكذا العمل على تأمين عمق المحافظة منعا لأي تهديدات جديدة قد تشكلها المليشيات المدعومة من إيران.
الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي كان قد عبّر عن ذلك في مقابلة إعلامية مؤخرًا، عندما قال إن المعركة الحالية هي تأمين لمحافظات الجنوب، موضحا أن المحافظات المحاذية للجنوب هي العمق الاستراتيجي.
حمل تصريح الرئيس الزُبيدي دلالة واضحة بأن الجنوب يضع أولوية المحافظة على أمنه القومي وتأمين عمقه الاستراتيجي أولوية قصوى، وهو ما قُرأ من تطورات العمليات العسكرية.
إنجاز المهمة العسكرية في توقيت قصير للغاية أحيا الآمال بأن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من الزخم العسكري في إطار محاربة المليشيات الحوثية، لكن الأولوية في المرحلة الحالية تمثّلت في تعزيز أمن الجنوب وحمايته بالنظر لما شكلته الخيانات الإخوانية من تهديد مباشر لأمن الجنوب.
وفيما دفعت نجاحات العمالقة في مأرب بعض التفسيرات بأنّ عملياتها ستكون أكثر نطاقًا على الصعيد الجغرافي والميداني، إلا أنّ الانخراط في عمليات عسكرية على هذا النحو يتطلب ترتيبات لوجستية أخرى، لعلّ أهمها وفق محللين، أنّ تدفع الشرعية بعناصرها صوب الجبهات لمحاربة المليشيات.
يحمل هذا التوجه أهمية كبيرة لحماية القوات الجنوبية من الزج بها في معركة قد تتضمن الإيقاع بها فريسة بالخيانات الإخوانية ومن ثم تعريضهم لخطر الاستهداف عبر تسليم الإحداثيات للمليشيات الحوثية كما جرى في جبهات أخرى سابقة.
يعني ذلك أن مشاركة الجنوب في عمليات عسكرية موسعة وشاملة لتحرير مناطق اليمن من قبضة الحوثيين قد تكون مشروطة بإجراء إعادة هيكلة للمنظومة العسكرية للشرعية، بما يجهض الأجندة الإخوانية التي تحاول فرض وجود حوثي طويل الأمد.
يرتبط هذا الطرح بالكثير من النداءات التي أطلقها الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بضرورة إلزام الشرعية ودفعها نحو محاربة المليشيات الحوثية، وهو أمرٌ يبدو أن الجنوب يشترطه حتى لا يعرض قواته للخطر.
يستدل على ذلك بما أعلنته قوات العمالقة الجنوبية في أعقاب إعلانها نهاية عملية إعصار الجنوب، إذ أكّدت إعادة تموضع رجالها في شبوة، وهي رسالة عسكرية وإن كانت غير مباشرة بأنها ستظل على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خطر أو تهديد يتجدد ضد أمن شبوة.