ردع الحوثي لن يكون بـ دبلوماسية البيانات
رأي المشهد العربي
يعكس التمادي الحوثي في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد الأهداف المدنية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وكذا ضد المملكة العربية السعودية، حجم إصرار المليشيات على الضرب بدعوات التهدئة عرض الحائط بما يحتم على المجتمع الدولي ضرورة تغيير فلسفة تعامله مع المليشيات.
الهجوم الحوثي الإرهابي الذي استهدف اليوم الاثنين، دولة الإمارات وأجهضته يقظة وتيقن القوات المسلحة الإماراتية، يضاف إلى عمليات إرهابية نفّذتها المليشيات في الأيام الأخيرة، على الرغم من حجم الغضب الدولي الذي قد يكون غير مسبوق تجاه إرهاب المليشيات.
إصرار الحوثيين على تنفيذ مثل هذه العمليات الإرهابية يدفع العالم نحو ضرورة التيقظ من أجل مجابهة المليشيات الحوثية ليس عبر توجيه رسائل سياسية للمليشيات بعدما أثبتت التجربة فشل هذا التوجه، بيد أنّ الضغط على المليشيات قد يكون السلاح الأكثر نجاعة في هذا الصدد.
حتمية لعب هذا الدور تعود لصالح الجميع، فمن جانب سيخطو العالم أولى خطواته الفعلية نحو كبح جماح التهديدات التي تشكلها المليشيات الحوثية والتي تمثّل تهديدًا واضحًا وصريحًا للأمن العالمي ومن ثم حفظ المصالح الدولية وبالأخص المصالح التجارية.
في الوقت نفسه، فإنّ هناك حتمية أخرى لردع الحوثيين تتمثل في المحافظة على الانتصارات التي تحققت على مدار الفترة الماضية وأنجزتها قوات العمالقة الجنوبية والتي وضعت المليشيات الحوثية في خانة ضيقة محاطة بالكثير من الضغوط، وبالتالي لا يجب السماح للمليشيات لأن تتنفس الصعداء من خلال هذه العمليات الإرهابية.
تحقيق هذه الأهداف لن يكون من خلال دبلوماسية البيانات التي أثبت الواقع والتجربة أنها غير مجدية مع المليشيات بأي حالٍ من الأحوال، وأن خير خلاص من إرهاب الحوثيين هو فرض ضغوط دولية سواء سياسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية بما يصب جميعه في نزع أي أوراق للقوة المزعومة التي تشهرها المليشيات الإرهابية لتحقيق مصالحها.