ألغام الحوثي .. الجنوب يفككها والعالم يحذر منها والشرعية تتاجر بها
تواصل القوات الجنوبية جهودها الضخمة في إطار تطبيع الحياة وتأمين أوضاع مستقرة للمواطنين في إطار معركة تخوضها ما بعد دحر الحوثيين، وهي تفكيك الألغام التي زرعتها المليشيات قبل إزاحتها.
ألوية العمالقة الجنوبية أعلنت اليوم الاثنين، إتلاف فرقها الهندسية سبعة آلاف و700 لغم وعبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية بيحان في محافظة شبوة، ومديرية حريب في محافظة مأرب.
جهود القوات الجنوبية في هذا الصدد، تعكس حرصًا جنوبيًّا واسع على النطاق على توفير حياة آمنة للسكان؛ تفاديًّا لمخاطر مهولة قد تتسبب فيها المليشيات الإرهابية من خلال عملياتها الإرهابية ضد المواطنين.
وفيما يُعوّل المواطنون على جهود القوات الجنوبية في هذا الصدد، فإنّ المجتمع الدولي مطالب باتخاذ إجراءات فعلية لكبح جماح إرهاب المليشيات الذي تخطّى كل الخطوط الحمر، ومثّل تهديدًا مروعًا للمواطنين.
وكثيرًا ما نبّه المجتمع الدولي إلى مخاطر الألغام الحوثي، ودعا المليشيات في أكثر من مناسبة لضرورة وقف هذا الإرهاب الغادر، بيد أنها لا تبدي أي التزام بوقف هذه الجرائم التي تندرج في إطار كونها جرائم ضد الإنسانية.
الجانب الثالث من المعادلة يتعلق بتعامل الشرعية الإخوانية مع ملف ألغام الحوثي، فالنظام الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح يستغل هذا الإرهاب الحوثي للمتاجرة بها، عبر إطلاق تصريحات يُظهر من خلالها حالة من العداء المصطنع بينما هو في حقيقة الحال فصيل متآمر مع المليشيات.
وتستخدم المليشيات الحوثية ملف ألغام الحوثي، في محاولة لكسب تعاطف معها، لتأمين حضور لها في المستقبل السياسي من خلال إظهار نفسها طرف مجني عليه، بينما يوثّق الميدان وتطورات الجبهات وواقع التعامل السياسي حقيقة تآمرها مع المليشيات المدعومة من إيران.
يتضح ذلك من خلال تصريحات متتالية من قيادات وعناصر الشرعية الإخوانية التي تدعي أنها توثّق إرهاب الحوثيين، وإن كان حقيقيًّا أن المليشيات الحوثية فصيل إرهابي طبقًا لجرائمها واعتداءاتها الغادرة، لكن الشرعية لا تشغل بالًا بمواجهة جرائم المليشيات بل تعمل على استكمالها لإطالة أمد المشهد العبثي لتأمين حضور لها في المشهد السياسي بعد انهيارها عن القرار العسكري.