التخاذل الإخواني.. كيف فتح شهية الحوثي للعدوان على السعودية والإمارات؟

الثلاثاء 1 فبراير 2022 02:26:48
التخاذل الإخواني.. كيف فتح شهية الحوثي للعدوان على السعودية والإمارات؟

فتحت السيطرة الإخوانية على مفاصل صنع القرار في معسكر الشرعية، شهية المليشيات الحوثية لتكثيف عملياتها الإرهابية ضد الإمارات والسعودية.

علاقة حزب الإصلاح الإخواني مع المليشيات الحوثية التي ظلّت لسنوات من وراء ستار، تغيّرت في الفترات الماضية، إذ تحولت إلى العلن بشكل كبير، ولم تعد تخفي الشرعية الإخوانية حقيقة تآمرها مع المليشيات المدعومة من إيران.

الهيمنة الإخوانية على مفاصل صنع القرار في المليشيات الحوثية الإرهابية، جعلت بوصلة الحرب تنحرف بشكل كبير على مدار الفترات الماضية، وقد اتجهت بوصلة الحرب ضد الجنوب وأيضًا ضد التحالف العربي.

تجلّى ذلك في إقدام المليشيات الإخوانية على تسليم مديريات بيحان والعين وعسيلان للحوثيين قبل أن تستردها قوات العمالقة الجنوبية، كما أن الهجمات الإرهابية الحوثية على السعودية والإمارات يتعامل معها حزب الإصلاح بقدر كبير من الشماتة.

علاقات التقارب بين الحوثيين والإخوان جعلت المليشيات المدعومة من إيران، تعي جيدًا أنَّ الباب مفتوحٌ أمام استهداف السعودية والإمارات لارتكاب جرائم وعمليات إرهابية، علمًا بأنّ الكثير من التقارير والمعلومات تتحدث عن مشاركة إخوانية بشكل تنسيقي في العمليات الإرهابية التي ترتكبها المليشيات الحوثية.

الاستغلال الحوثي الأكبر في هذا الإطار يعود إلى أنّ المليشيات تربح من سياسة بعثرة الأوراق التي تتبعها الشرعية، والتي تعتبر طرفًا رئيسيًّا في إجهاض أي فرصة نحو تحقيق حلحلة سياسية، ما يعني أنّ هناك تقاطعًا للمصالح بين الشرعية الحوثيين في استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة، وهو ما يحمل في طياته تهديدات متواصلة لأمن المنطقة برمتها.

كما أنّ التخاذل الإخواني المعتاد وعدم الالتزام بالحرب على المليشيات الحوثية، بل والتآمر مع المليشيات وتسليمها الكثير من الجبهات والمواقع العسكرية والمدنية، أظهر المليشيات على أنها طرف قوي على الأرض، على الرغم من كونه فصيلًا ضعيفًا للغاية ويتهاوى سريعًا في الجبهات، فالمليشيات لم تسيطر على أي منطقة إلا من خلال أن تتسلمها من المليشيات الحوثية.

وجاءت التطورات العسكرية التي شهدتها محافظة شبوة مؤخرًا، لتفرض واقعًا سياسيًّا جديدًا، يدعو إلى ضرورة إزاحة النفوذ الإخواني ليس فقط باعتبار أنّ حزب الإصلاح هو من سلم المليشيات الكثير من المواقع منذ صيف 2014، وقت أن أشعل الحوثيون حربهم العبثية، لكن الأمر يحمل أيضًا أهمية في حماية المنطقة من إتساع دائرة الإرهاب الحوثي.