أكاذيب الإرياني.. فصل جديد من محاولة تجميل الشرعية الإخوانية
ساق وزير الإعلام اليمني المدعو معمر الإرياني جملة من الأكاذيب، استمرارًا للدور المشبوه الذي يلعبه مستغلًا موقعه الرسمي في الشرعية، والذي يأتي توظيفًا لخدمة المصالح الإخوانية وتلميع صورة الشرعية التي انهارت في الفترات الماضية.
الإرياني تحدّث حول الكثير من الأطروحات التي حاول من خلالها دس السم في العسل، محاولًا ترسيخ فكرة أن حزب الإصلاح جزء من الشرعية، وذلك بالتزامن مع فضح أمر هذا الفصيل الإخواني وحجم تخادمه مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
تصريح الإرياني يمثّل محاولة للتقليل جدوى تأثير حزب الإصلاح بإدعاء أنه جزءٌ من الشرعية، وهي مغالطة واضحة وصريحة، فحزب الإصلاح هو المحرك لكل مفاصل الشرعية، والمسؤول عن اتخاذ قرارها السياسي والعسكري وبالتالي يحركها وفقًا لأجندته المتطرفة.
وتمضي الشرعية في مسار عرقلة جهود حسم الحرب على المليشيات الحوثية، وهو ما جعلها محاصرة بين الكثير من الانتقادات والاتهامات بما قاد إلى الكثير من المطالب نحو ضرورة استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية بشكل كامل.
تفاقم موجة الغضب من الشرعية الإخوانية قاد قياداتها لمحاولة إثارة جدل سياسي، عبّر عنه الإرياني عندما قال إن حزب الإصلاح مجرد جزء من الشرعية، وزاد على ذلك بزعمه أن المليشيات الإخوانية - التي تسميها الشرعية "جيشًا وطنيًّا" لكنّها في الأساس تجمع يضم عناصر إرهابية - تحقق انتصارات على المليشيات الحوثية.
أكاذيب الإرياني أثارت غضبًا إضافيًّا من الشرعية الإخوانية التي لم تعد تكتفي بتغافل الحرب على المليشيات الحوثية لكنّها باتت تعمد إلى محاولة سرقة أي انتصارات تحقّقها القوات المسلحة الجنوبية، وهو عبَّر عنه الإرياني بشكل واضح عبر ترويج هذه المزاعم.
كما أنّ خروج الإرياني في هذا التوقيت يحمل أكثر من دلالة، فإلى جانب محاولة إنقاذ الأجندة الإخوانية بعد الانهيار الكبير الذي يحاصر حزب الإصلاح، فإنّ الشرعية تحاول استفزاز الجنوبيين عبر محاولة السطو على انتصارات قواتهم المسلحة، في مسعى واضح لبعثرة الأوراق في الجنوب.
يُستدل على ذلك أنّ الإرياني لم يتطرق أبدًا إلى انتصارات القوات الجنوبية، وهو ما أظهر أنّ تصريحاته لم تكن إلا فصلًا جديدًا من مسرحية إخوانية ركيكة ومعتادة ترمي إلى تجميل صورة حزب الشرعية الإخوانية للإبقاء على نفوذه مهيمنًا على مفاصلها لأطول فترة ممكنة.
اتضح ذلك في ترديد جملة ما يسمى "الجيش الوطني"، فعلى الرغم من أن هذا الفصيل لا يقاتل المليشيات الحوثية إلا أنّ الشرعية الإخوانية تحاول نسب الانتصارات إليه عبر استخدام آلة إعلامية تعتمد على ترويج عبارات زائفة لترسيخ هذه الفكرة الكاذبة والمشبوهة.