مبرر المساعدات.. حجة دولية لم تُجد في مواجهة إرهاب المليشيات الحوثية
في الوقت الذي ارتكبت فيه المليشيات الحوثية الكثير من العمليات والجرائم الإرهابية، فإنّ تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا أصبح ضرورة ملحة، لم يعد مجديًّا أمامها المبرر المزعوم بالخوف من عدم وصول المساعدات الإنسانية.
هذا المبرر كان قد بدأ مع بداية حقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي استهلّ حقبته الرئاسية بإصداره قرارًا بإلغاء تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، وقد كان المبرر هو التخوف من عدم التمكّن من وصول المساعدات الإنسانية.
عدم الإقدام على تصنيف المليشيات الحوثية بمبرر وصول المساعدات لم يكن مجديًّا، إذ سجّلت الأوضاع الإنسانية أكثر انهيارًا، وزاد حجم الأعباء على قطاعات عريضة من السكان، ممن فتكت بهم الأزمات الناجمة عن الحرب.
ترك المجتمع الدولي المدنيين فريسة في قبضة الحوثيين مكّن المليشيات من صناعة قدر كبير من الإرهاب الغاشم ضد السكان، وقد امتد نطاق العمليات الإرهابية ليشمل أيضًا دولتي الإمارات والسعودية، على نحو شكّل تهديدًا مباشرًا وصريحًا للأمن والاستقرار في المنطقة خاصة والعالم عامة.
كما أن التراخي الدولي عن مواجهة المليشيات الحوثية مكّنها من السطو المتواصل على المساعدات وبيع كميات منها في السوق السوداء كتجارة سوداء أدرّت على المليشيات الكثير من المكاسب، في وقت يعاني فيه السكان من أزمات مخيفة.
وبلغ حد الإرهاب الحوثي أن عملت على فرض تعليمات على المنظمات الأممية والمنظمات الدولية غير الحكومية، تضمنت آلية توزيع المساعدات وطرق وصولها والمستفيدين منها وغالبًا ما يكونوا عناصر حوثية في الأساس.
يعني ذلك أنّ المجتمع الدولي وهو لم يصنِّف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا فقد فتح الباب أمامها ليتسع نطاق إرهابها، كما أنّه مكن المليشيات بشكل مباشر لأن تقايض السكان بأنّ الحصول على المساعدات يكون مقابل الانضمام إلى صفوف المليشيات الإرهابية.
إزاء هذه الأوضاع القائمة، فإنّ المجتمع الدولي لا يجب أن يواصل سياسة الانكفاء التي يتبعها، وأن يتم تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، باعتبار أنّ هذه الخطوة ستكون باكورة آلية جديدة في التعاطي الدولي مع إرهاب المليشيات.
وقد أظهرت معادلة الحرب القائمة أن الخلاص من المليشيات الحوثية وليس مقايضتها أو التفاهم معها سيكون العامل الرئيسي في إنقاذ السكان من براثن المعاناة الناجمة عن الحرب، ويرتبط ذلك بشكل واضح بأن المليشيات المدعومة من إيران عملت على إطالة أمد الحرب وعرقلة أي جهود نحو تحقيق الحل السياسي وهو ما زاد من حجم المتاعب على قطاعات عريضة من المدنيين.