نفوذ محسن الأحمر.. إرهابي يقوِّض جهود التحالف لدحر الحوثيين
بشكل مكثف، يُطلق التحالف العربي عمليات عسكرية تهدف إلى كبح الإرهاب الحوثي في محافظة صنعاء، وهو ما يمثّل ضغطًا شديدًا على المليشيات المدعومة من إيران، المُصرِّة على إطالة أمد الحرب.
وفيما تحمل ضغوط التحالف العسكرية على الحوثيين أهمية كبيرة نظرًا لأن التهديدات الحوثية تفاقمت كثيرًا سواء ضد الجنوب أو الإمارات أو السعودية، فإن مرتزقة حزب الإصلاح الإخواني النافذين في معسكر الشرعية، يمثّلون حجر عثرة على طريق تحرير صنعاء.
يتبع التحالف في الوقت الحالي، سياسة مجابهة التهديدات الحوثية، كسياسة ردع ضد إرهاب المليشيات، وقد أعلن اليوم الثلاثاء تنفيذ عملية نوعية للتعامل مع مصادر التهديد الحوثية ومخازن الأسلحة النوعية بصنعاء، وذلك في أعقاب إطلاق المليشيات ثلاثة صواريخ بالستية لاستهداف المدنيين في محافظة حجة.
التحالف حذر في هذا الإطار، مليشيا الحوثي الإرهابية من استخدام الأعيان المحمية، وقال إنّ خياراته القانونية متاحة، وأن إطلاق الصواريخ الباليستية لاستهداف المدنيين يتطلب الاستجابة العملياتية.
عمليات التحالف تحمل أهمية استراتيجية كونها تفكّك مصادر القوة التسليحية الحوثية من المهد، بما يُجهِض مساعي المليشيات وتحركاتها لشن أعمال عدائية في الفترات المقبلة، على إثر إتساع حدة إرهابها بشكل ملحوظ.
إلى جانب أهمية عمليات الردع على هذا النحو، فإنّ توسع العمليات العسكرية لتشمل توجهًا نحو تحرير صنعاء بشكل كامل أمرٌ لن يتحقق إلا من خلال ضمان إزاحة كاملة لمرتزقة الإخوان النافذين في معسكر الشرعية، ممن على شاكلة الإرهابي علي محسن الأحمر.
الشرعية الإخوانية مليئة بالعناصر المتخادمة مع المليشيات الحوثية، ولعلّ الضغط السياسي الذي مُورس على مدار الفترات الطويلة، أنجز إزاحات لعدد من القيادات المشبوهة التي خدمت الحوثيين عسكريًّا حتى وإن كانت في مواقع مدنية.
حدث ذلك مثلًا بإقالة قيادات مشبوهة مثل المحمد أحمد الميسري من تولي وزارة الداخلية، وصالح الجبواني من تولي وزارة النقل، ومحمد صالح بن عديو من تولي محافظ شبوة، فهؤلاء الثلاثة كانوا من أكثر قيادات الشرعية عداء للتحالف وتخادمًا مع المليشيات الحوثية، لكنهم أزيحوا في الأغلب على إثر الضغوط التي حاصرت الشرعية.
على الدرب نفسه، يرى محللون أن مزيدًا من الضغط على الشرعية قد يسفر عن إزاحة بقية العناصر المشبوهة والمتطرفة المتخادمة مع الحوثيين والمعادية للجنوب وللتحالف وفي مقدمتها محسن الأحمر الذي يملك علاقات تقارب وتنسيق مستمر مع تنظيمات إرهابية، في مقدمتها المليشيات الحوثية.
ولن يكون مجديًّا إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير صنعاء من دون أن يتم تحجيم النفوذ الإخواني بشكل كامل، علمًا بأن إطلاق عملية موسعة كهذه تحمل أهمية كبيرة نظرًا لأنّ بقاء الحوثيين على الوضع الراهن يظل يُشكل تهديدًا مباشرًا على الجنوب والتحالف والمنطقة برمتها.
وهذا التحجيم يحتم ضرورة إزاحة محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنه متحكم في مفاصل الشرعية بشكل كبير لا سيّما على الصعيد العسكري، فيما يخص انسحاب مليشياته الإخوانية من الجبهات وعزوفها على مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية.