اعترافات إخوانية في غرف سياسية لا تخرج للملأ: نحن جزء من الفشل.. والانتقالي ليس مخطئًا دائمًا
في وقت تتعامل فيه الشرعية بـ"عجرفة" مع التطورات المتسارعة، أقرَّت أوساط سياسية إخوانية بفشل معسكرهم في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، في تطور نوعي يعكس مجددا حجم الانهيار الذي يحاصر الشرعية.
"المشهد العربي" اطلع على فحوى محادثات داخلية جمعت بين عناصر سياسية تتبع الشرعية الإخوانية، تضمّنت اعترافًا بأن حزب الإصلاح فشل في تنفيذ أهدافه، على الرغم من سيطرته على المشهد السياسي في معسكر الشرعية.
سياسيو الإخوان لم يعترفوا بذلك وحسب، لكنّهم تحدّثوا أيضًا عن نظرتهم للمجلس الانتقالي، إذ جاء التعامل في محادثاتهم الداخلية مغايرًا لما يتم ترديده إعلاميًّا، فعناصر الإخوان أكّدوا أنّ المجلس الانتقالي يكون محقًا في بعض المواقف من وجهة نظرهم، لكنّهم لا يمكنهم الاعتراف بذلك على الملأ.
كما أنّ المناقشات التي تجمع عناصر الإخوان في الفترة الأخيرة، تضمّنت كذلك اعترافًا بأن حزب الإصلاح نفسه أحد أسباب فشل معسكر الشرعية، على الرغم من حجم النفوذ الذي جعله متصدرًا للمشهد السياسي بشكل كامل.
محللون فسّروا هذا الإقرار الإخواني بالفشل بأنه جزءٌ رئيسٌ من انهيار أشمل وأوسع نطاقًا يضرب الشرعية الإخوانية، بدأ يتضح أكثر في إطار تهميش دور الشرعية كثيرًا، وزيادة حجم التنسيق بين الجنوب والتحالف العربي لا سيّما في العمليات العسكرية الأخيرة ضد المليشيات الحوثية وتحديدًا في شبوة ومأرب.
لكن في الوقت نفسه، فمن الصعوبة بمكان أن ينتقل الاعتراف الإخواني بالفشل وصدقية مواقف المجلس الانتقالي إلى العلن، لكون ذلك سيشكل ضربة قاسمة للشرعية على الملأ، وسيزيد من حجم انهيارها، بل ربما تكون لذلك تبعات على الصعيدين السياسي والعسكري في الفترة القليلة المقبلة.
ولعلّ إقدام عناصر المليشيات الإخوانية على محاولات إثارة بلبلة سياسية ونعرات أمنية في الجنوب من جانب، مع العمل على زيادة وتيرة التنسيق مع المليشيات الحوثية من جانب آخر، هو الدافع الرئيسي للشرعية من أجل تلاشي آثار الانهيار السياسي الذي تعاني منه، والذي أصبح يُوصف بأنه غير مسبوق.