المجلس الانتقالي ومقابلات السفراء.. ثمار كبيرة للدبلوماسية الحكيمة
يحمل تواصل المجلس الانتقالي مع الدول الكبرى والفاعلة على مستوى العالم، أهمية كبيرة في إطار تقوية مسار القضية الجنوبية دفعًا نحو تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط باعتباره الهدف الأسمى الذي ينشده الجنوبيون.
فاستعادة دولة الجنوب قضية ليست بالسهلة، لكنها تتطلب بذل جهود على مختلف الأصعدة، بينها نقل تطلعات الشعب الجنوبي من الآن، كتمهيد مهم وضروري حتى تحين لحظة إثارة المطلب الجنوبي بشكل رسمي وفعلي.
ويولي المجلس الانتقالي، اهتمامًا كبيرًا بالعمل الدبلوماسي عبر سلسلة طويلة من اللقاءات مع سفراء الدول الكبرى التي لها تأثير دولي كبير، وهذه اللقاءات هي جزء مهم من منح القضية الجنوبية صبغة دولية وبالتالي تمنحها مزيدًا من الزخم.
تجلّت هذه الجهود في لقاء عقده فضل الجعدي نائب أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي، مع السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، اليوم الخميس في العاصمة عدن.
وناقش اللقاء، الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية والإنسانية في المحافظات المحررة، كما تم تناول جهود تنفيذ اتفاق الرياض، وعملية السلام برعاية الأمم المتحدة، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة على الأرض.
في الإطار، ثمّن الجعدي زيارة السفير صفا إلى العاصمة عدن، ولقاء قيادة المجلس، مشيدا بجهود فرنسا في دفع العملية السياسية، لافتا إلى تجاوب المجلس الانتقالي الجنوبي مع جميع المبادرات لوقف الحرب وإحلال السلام.
وشدّد على أنّ الانتصارات العسكرية للقوات المسلحة الجنوبية في شبوة، كفيلة بدفع مسار مفاوضات الحل الشامل.
بدوره، أعرب السفير الفرنسي عن سعادته بالتواجد في العاصمة عدن، ولقاء قيادة المجلس، مشددا على حرص فرنسا على استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
مثل هذه اللقاءات وهي تحمل أهمية كبيرة لمسار القضية الجنوبية، فهي تؤكّد أيضًا حرصًا دوليًّا على الالتقاء بالمجلس الانتقالي والاستماع إلى الرؤى الخاصة به، وهو أمرٌ يترجم فشل مساعي الشرعية الإخوانية التي لطالما سعت أن يكون الجنوب بقيادته وشعبه قيد التهميش.
العمل الدبلوماسي الذي يقوده المجلس الانتقالي ستتضح آثاره جيدًا في مرحلة ما بعد الحرب، لا سيّما عند الجلوس على طاولة تفاوض، ضمن أي عملية سياسية برعاية دولية ، فالقوى الفاعلة والمؤثرة تكون قد اطلعت على تطلعات الشعب الجنوبي وأن هناك قضية شعب يطالب استعادة دولته وأن المجلس الانتقالي يحمل لواء هذه القضية.