بتمويل قطري.. مشروع سياسي جديد لضرب الهوية الجنوبية بسلاح القومية اليمنية
لا تقتصر الحرب التي يتعرض لها الجنوب على كونها اعتداءات عسكرية بالمفهوم التقليدي، لكن الأمر يشمل أبعادًا أكثر خطورة تتعلق بالحرب على الهوية الجنوبية.
وبين حين وآخر، يتم إطلاق مشروعات مشبوهة، تستهدف النيل من الهوية الجنوبية بشكل كبير، والقضاء عليها عملًا على إجهاض أي تحركات للجنوبيين من أجل استعادة دولتهم.
ففي الأيام القليلة الماضية، أطلق المعسكر الزيدي مشروعًا سياسيًّا جديدًا، يركز على مسمى ما تعرف بـ"القومية اليمنية"، في مسعى للقضاء على الهوية الجنوبية بشكل كامل.
مصادر سياسية قالت لـ"المشهد العربي"، إن المشروع يتضمّن الظهور بوجه سياسي مختلف، ويستهدف ضم الجنوب إلى صفوفه، من خلال إنهاء حقبة الخلافات الماضية عبر تجديد الخطاب السياسي، على أن يظل مركز الحكم في المعسكر الزيدي.
المصادر أشارت إلى أنّ المشروع يستعين بشخصيات جديدة وغير معروفة على الساحة، والهدف من تحركاتها السياسية هو ضم الجنوب إلى حاضنتها ومحاصرته بين كماشتها، ومن ثم القضاء على القضية الجنوبية بشكل كامل.
المخطط لا ينفّذ داخليًّا وحسب، بل كشفت المصادر أن دولة قطر تباشر الدور التمويلي لهذا المشروع، وقد خصصت أكثر من 150 مليون ريال قطري لترتيب الأجندات السياسية للمركز الزيدي وظهور شخصيات تعيد ترتيب المسرح السياسي.
وبات هذا المشروع هو الشغل الشاغل لدى الشرعية الإخوانية التي حرّكت شخصيات من الصف الثاني والثالث للترويج له، من أجل إحداث زخم شديد بشأنه، وباتت تعتمد على عبارات المغازلة، لكنّها في واقع الحال تمثّل مشروعًا خطيرًا على المنطقة بأكملها.
وفيما يخص الجنوب تحديدًا، فإنّ أخطر ما يتضمن هذا المشروع السياسي هو الترويج لمصطلح "القومية اليمنية"، بزعم أنه مشروع يمثّل حاضنة للجميع، بيد أنّ الهدف الحقيقي هو النيل من الهوية الجنوبية والقضاء عليها بشكل كامل.
وجاء لجوء هذا المعسكر لشن حرب على الجنوب على هذا النحو، من منطلق عدم امتلاك أي مقومات أو حاضنة على الأرض، فتم اللعب على وتر النيل من القضية الجنوبية بشكل كامل.