فصلٌ وابتزاز.. مخطط داخلية حيدان لإثارة فوضى مسلحة في أبين
أشعل قرار تعسفي غاشم لوزارة الداخلية، بإقالة العشرات من منتسبي قوات الأمن الخاصة عدن-أبين غضبًا جنوبيًّا عارمًا من الممارسات الإخوانية التي تستهدف إحراق الجنوب بنيران الفوضى الغاشمة والمروعة.
قيادة وزارة الداخلية اتخذت قرارًا بفصل العشرات من منتسبي قوات الأمن الخاصة عدن-أبين، واستبدالهم بعناصر مليشياوية لرفضهم الانضمام لمليشيا الإخوان لمواجهة زملائهم في شقرة، وبقائهم في مناطق عملهم.
الخطوة أثارت غضبًا جنوبيًّا عبّر عنه المجلس الانتقالي، الذي عبّر عن إدانتها للإجراءات التعسفية التي أقدمت عليها قيادة وزارة الداخلية، وعبّر كذلك عن أسفه إزاء صمت رئيس حكومة المناصفة أمام تلك التصرفات غير المسؤولة، مطالبة إياه بتحمل مسؤولياته في حل هذا الأشكال والإسراع بصرف مرتباتهم بأسرع وقت.
قرار الداخلية يعكس أحد أوضح صنوف الحرب التي تشنها الشرعية الإخوانية على الجنوب عبر مختلف الأصعدة، فإقدامها على ابتزاز قوات الأمن لإجبارهم على الانضمام إلى صفوف المعسكر الإخواني وربط ذلك بأن الفصل والتشريد مصير من يرفض، هو بمثابة إعلان حرب جديدة من الشرعية على الجنوب.
يتضح ذلك من خلال أن الشرعية تنفّذ خطة خبيثة تستهدف إحراق الجنوب بنيران الفوضى الشاملة، ليس فقط من خلال زراعة عناصر موالية لها في قلب المؤسسات والإدارات لكن أيضًا عبر الضغط على الجنوبيين وابتزازهم لدفعهم نحو مواجهة مع أقرانهم من القوات الأمنية في الجنوب.
الحديث عن مؤامرة تنفذها وزارة الداخلية تفرض إلى الواجهة، المدعو إبراهيم حيدان المعين لهذه الحقيبة الوزارية، الذي منذ توليه المنصب ولا يتوقف عن العمل على إثارت نعرات أمنية سواء عبر تحريك المليشيات الإخوانية لضرب الجنوب من جانب، أو التنسيق مع المليشيات الحوثية عبر إتمام صفقات مشتركة تجتمع على استهداف الجنوب أيضًا.
كما أن التحرك الأخير يعكس محاولة من قبل حيدان لأخونة الداخلية لتعمل تحت مخططات حزب الإصلاح الإرهابي، وقد تجلى ذلك في سلسلة طويلة من التعيينات التي صدرت مؤخرًا وتضمنت وضع عناصر ذات ولاء لتنظيم الإخوان في الجنوب، بعيدًا من الاعتماد على كفاءات جنوبية تحقّق الأمن في ربوع الجنوب.
من بين العناصر التي عيّنها حيدان مؤخرًا، القيادي العسكري الإخواني عبود الشريف في منصب نائب وزير الداخلية، علمًا بأن هذا القرار صدر دون أي وجود سند قانوني وفقًا للإجراءات المنظمة التي تحدّد آليات اتخاذ مثل هذه القرارات.
المؤامرة الإخوانية تعكس حالة من جنون الشرعية التي ترد على كل مكسب يحققه الجنوبيون سواء سياسيا أو شعبيا أو أمنيا، وقد انتقل مخطط الاستهداف إلى محاولة ترسيخ تفشي المليشيات على الأرض، وكذا إثارة معارك مسلحة تنخر في كل مناطق الجنوب بلا استثناء للإجهاز على أي معالم للاستقرار.
ودخلت تحركات داخلية حيدان الأخيرة في محافظة أبين، باعتبارها واحدة من أكثر المناطق التي أفرغتها الشرعية الإخوانية من مضمون الاستقرار الأمني، وحوَّلتها إلى مرتع لتماهي نشاط العناصر الإرهابية التي تمارسها أنشطتها المتطرفة ضد الجنوبيين بتنسيق وتعليمات مباشرة من حيدان.
على وجه التحديد، ينتشر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في المنطقة الوسطى، وهي عناصر تعمل ضمن المكون العسكري للشرعية الإخوانية، وقد منحتها الأخيرة صبغة رسمية عبر إلحاقها بصفوف ما يعرف بالجيش الوطني وصرف مرتبات لها بشكل رسمي وقد ارتكبت صنوفًا ضخمة من الاعتداءات على المواطنين هناك.