ماذا لو لم يكن الانتقالي؟
رأي المشهد العربي
في فترة زمنية وجيزة، استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي تحقيق نجاحات دبلوماسية شديدة الأهمية، منحت قضية الجنوب زخمًا كبيرًا وأبعادًا غير مسبوقة، نحو استعادة الدولة.
صحيحٌ أنّ حراك الجنوب على كل الأصعدة، بدأ منذ سنوات طويلة، بيد أنّ عام 2017 كان فارقًا، وهو العام الذي شهد تدشين المجلس الانتقالي كقيادة وطنية حملت على عاتقها مسؤولية قيادة الجنوبيين نحو تحقيق حلم استعادة الدولة عمّا قريب.
قبل 2017، كان حراك الجنوب شعبيًّا داخليًّا، شهد الكثير من الانتفاضات التي صدحت فيها أصوات الجنوبيين، لكن مع تدشين المجلس الانتقالي كأحد أهم بنود إعلان عدن التاريخي، حازت القضية الجنوبية أبعادًا أخرى، تمثّل نجاحاتها خير رد على المشكّكين في رجاله.
المجلس الانتقالي وضع نفسه قائدًا بحق للقضية الجنوبية وحاملًا للوائها، يتعامل بندية كاملة مع غيره، يقف على أرضية المشروع القومي العربي، لكن استراتيجيته العامة كان عنوانها الأهم هو المحافظة على مسار القضية الجنوبية وحماية كل المكتسبات التي تحقّقت على مدار الفترات الماضية.
سياسيًّا أصبح المجلس الانتقالي طرفًا قويًّا يُسمع له ومنه، يتهافت إليه الجميع للتعرف على رؤيته، بعدما أظهرت الوقائع والمجريات أنه الرابح دائمًا، مهما حاول المعسكر الإخواني تهميشه أو استهدافه بالأكاذيب والمعلومات المغرضة.
الانتقالي نجح أيضًا في منح القضية الجنوبية أبعادًا إقليمية بعد أن ظلّت لفترة مقتصرة على أبعاد محلية وحسب، لكن المجلس الانتقالي منح القضية زخمًا كبيرًا على الأطر الخارجية، أطلعت المجتمع الدولي على مظلومية الشعب الجنوبي.
الحاضنة الشعبية التي نجح المجلس الانتقالي في الحصول عليها بفضل استراتيجياته الحكيمة، منحته أيضًا ثقة دولية واعترافًا من الأطراف الخارجية بأنه ممثل حقيقي عن الشعب الجنوبي وهو ما زاد من قوة مسار القضية الجنوبية، ويُستدل على تلك الحاضنة في عديد الفعاليات الشعبية التي تشهد احتشادًا شعبيًّا هائلًا والتي كان آخرها مليونية سيئون الملهمة.
نجاحات الانتقالي التي أثارت رعب خصوم الجنوب، دفعتهم لإثارة ممارسات سياسية خبيثة رفع أصحابها اسم الجنوب، لكنّهم عناصر شمالية في الأساس يحاولون تأليب الشعب الجنوبي على قياداته السياسية عبر تفجير قنابل من اليأس في أرجاء الجنوب.