ارتفاع الأسعار يوثّق بطش الشرعية الإخوانية ضد الجنوب
يعيش الجنوب محاصرًا بين براثن أزمات معيشية مرعبة، من صنيعة الشرعية الإخوانية، في مخطط لإذلال الجنوبيين وإخضاعهم ومعاقبتهم على الانتصارات التي تحقّقت على مدار الفترات الماضية.
من بين الأزمات التي يعاني منها الجنوب هي أزمة ارتفاع الأسعار، التي تفاقمت كثيرًا على مدار السنوات الماضية، في وقت لا يجد فيه المواطنون من الأساس احتياجاتهم من السلع الرئيسية.
اللافت أنّ الأسعار في محافظات الجنوب أكثر ارتفاعًا من الأسعار في مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة الحوثيين حسبما كشف مواطنون، وهو أمرٌ لا مبرر لها، فمن المفترض أن الجنوب الذي حرّره رجاله من القوات المسلحة الجنوبية، أن تكون حياة مواطنيه مستقرة، إضافة إلى أنّ ثرواته العديدة تؤمن مستقبلًا آمنًا لمواطنيه.
بيد أن الحرب الشاملة التي تشنها الشرعية على الجنوب والتي ترفع شعار تردي الخدمات ونهب الثروات أحرقت جيوب مواطني الجنوب وتحديدًا في العاصمة عدن، في ظل انخفاض بل تردي القدرة الشرائية للمواطنين بشكل كبير.
المتحكم الأول في ارتفاع الأسعار بشكل غير محتمل في الجنوب، هو تعامل الشرعية مع النفط، فالمليشيات الإخوانية تعمل على نهب هذه الثروة الكبيرة ونقلها للسوق السوداء، وتهريبها إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية.
كما أنّ الشرعية تفرض بين حين وآخر زيادات سعرية في النفط، وقد فرضت هذا الأسبوع تسعيرة جديدة لأسعار البنزين في العاصمة عدن وكذا كل محافظات الجنوب بنسبة زيادة تجاوزت 11 % هي الثانية منذ بداية العام.
شركة النفط حدّدت سعر اللتر البنزين بـ 948 ريالا بواقع 19 ألف ريال لكل عشرين لتر بدلا عن السعر السابق، علمًا بأنها كانت قد رفعت في منتصف يناير الماضي، أسعار البنزين من 13200 ريال لكل 20 لتر بواقع 660 ريالا لكل لتر واحد إلى 880 ريالا لكل لتر واحد من البنزين.
هذه الزيادات التي يتم فرضها بشكل متواصل، تؤدي إلى ارتفاعات مماثلة في أسعار كل السلع، إلى جانب نقص المعروض منها، بسبب النقص الحاد في توفر الوقود المطلوب لحركة الشاحنات لنقل السلع وتمكين المواطنين من تداولها تجاريًّا.
تفاقم الأعباء على الجنوبيين بهذا النحو، يعكس أنّ الوضع التجاري في الجنوب أصبح يُدار بشكل عسكري، بعدما وظّفتها الشرعية الإخوانية في إطار العمل على خنق الجنوب معيشيًّا وإنسانيًّا في محاولة لتفجير الأوضاع داخله بشكل كامل.
وتريد الشرعية أيضًا إخضاع الجنوب وتغييب أي معالم للاستقرار المعيشي على أراضيه، لتتيح لنفسها فرصة التوسع في نهب ثروات الجنوب وتحديدًا النفط، وتهريبه إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.