المسنة الأوكرانية.. مادة دسمة للسخرية من إخوان اليمن
تحوّلت قصة المسنة الأوكرانية التي ظهرت وهي تتدرب على حمل السلاح استعدادًا للزود عن بلادها حال غزوها من قِبل روسيا، إلى مادة للسخرية من حزب الإصلاح الإخواني، الذي فرّ قياداته وعناصره من أمام الحوثيين وتآمروا وعزفوا عن مقاتلة المليشيات.
صورة السيدة فالنتينا كونستانتينوفسكا التقطت وهي تتدرب على يد قوات الحرس الوطني للبلاد في ماريوبول شرقي أوكرانيا، على حمل بندقية من طراز AK-47، وهي واحدة من التدريبات العديدة التي يقوم بها الحرس الوطني لتجهيز المدنيين لمواجهة أي هجمات روسية.
فالنتينا لم تكن السيدة الوحيدة التي قالت إنها ستدافع عن نفسها وبلادها ضد أي هجمة روسية مرتقبة، بل أعلنت القناصة الأوكرانية أولينا بيلوزرسكا التي تبلغ من العمر 42 عاما، أنها ستصبح في الصفوف الأولى للجيش خلال ساعات من حدوث أي غزو على أوكرانيا.
صورة السيدة المُسنة غزت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم أجمع، لكن انتشارها في اليمن، كانت له دلالة مختلفة، حيث قارنها نشطاء بحجم الانبطاح الإخواني أمام الحوثيين، وحجم التآمر والعزوف عن محاربة المليشيات المدعومة من إيران، ما مكّن الأخيرة من إطالة أمد الحرب والبقاء حتى الآن.
وجمعت المقارنة الأكبر بين السيدة الأوكرانية والإرهابي علي محسن الأحمر، الذي أُعيد تداول صورته وهو يهرب متنكرًا في زي هيئة زوجة سفير، وذلك في 2014 تاركًا صنعاء تسقط في قبضة 20 طقمًا حوثيًّا، بينما كان هو يترأس المنطقة العسكرية الأولى التي كان بمقدورها التهام المليشيات الحوثية.
وقد كان ذلك الهروب المخزي لمحسن الأحمر بمثابة الأساس الذي سار على دربه كل عناصر الإخوان على مدار الفترات الماضية، إذ باتت وظيفتهم الهروب من الميدان وترك الجبهات وتسليمها للمليشيات الحوثية ليس فقط أراضيهم في الشمال، لكن الأمر اشتمل أيضًا على تسليم مناطق شاسعة من الجنوب للحوثيين، كما حدث مؤخرًا في محافظة شبوة، قبل أم تتمكن ألوية العمالقة الجنوبية من تحريرها.
وزادت في الفترة الماضية، كمية النفور من الممارسات الإخوانية المتخادمة مع المليشيات الحوثية وحجم التنسيق بين الجانبين على أكثر من صعيد، سواء في المخطط الذي وضعه الإخوان لتسليم مأرب للحوثيين لاستخدامها كورقة ضغط وابتزاز ضد التحالف، أو من خلال حملات الانشقاق العسكرية والتوجه علنًا للانضمام إلى المعسكر الحوثي.
ولا يدافع تنظيم الإخوان عن قضية وطنية بقدر ما يسير وراء مصالحه ومطامعه، ويضع أمر بقائه على هرم السلطة أولوية وغاية لا يمكنه التفاوض عليها، وهو ما يُشكل خطورة كبيرة على الأمن في المنطقة في ظل التخادم مع التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك المليشيات الحوثية.
يُستدل على ذلك بأن الشرعية الإخوانية لم تحقق أي انتصارات في المواجهات مع الحوثيين، بل تعرضت لانتكاسات كبيرة صنعت غضبًا شعبيًا عارمًا ضدها، باعتبار أن الممارسات التي تتبعها كانت سببًا رئيسيًّا في تماهي نفوذ وإرهاب المليشيات الحوثية.
هذا الغضب تم التعبير عنه واضحًا في مطالب كبيرة أثيرت في اليمن بضرورة تطهير المشهد السياسي والعسكري من الوجود الإخواني، باعتبار أن بقاءه يظل مكسبًا كبيرًا للمليشيات الحوثية الإرهابية التي منحتها الشرعية خدمات لا يبدو أنها كانت تحلم بها من الأساس.