دبلوماسية الجنوب.. تصفع الشرعية وتؤمن مسارات استعادة الدولة
"ننقل هموم وتطلعات وأهداف شعب الجنوب من خلال المباحثات واللقاءات مع المسؤولين الغربيين".. هكذا لخّص المجلس الانتقالي سياسته الدبلوماسية التي يتبعها في إطار قيادته للقضية الجنوبية وحمله لواء استعادة الدولة وفك الارتباط.
التصريح جاء على لسان فضل محمد الجعدي نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي وذلك خلال الاجتماع الدوري الذي عقدته هيئة الأمانة اليوم الأربعاء.
الجعدي قدَّم في مستهل الاجتماع، شرحًا موجزًا عن لقاءاته مع عدد من المسؤولين الغربيين والقضايا التي تم طرحها ومناقشتها، والتي كان من أهمها سبل تحقيق السلام والاستقرار في الجنوب واليمن من خلال وقف الحرب، وتنفيذ اتفاق الرياض، وكذا المعاناة التي تعرض لها الجنوبيون جراء الحرب وما بعدها، والأزمة الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين.
في هذا الإطار، أكَّد الجعدي خلال الاجتماع، حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على نقل هموم وتطلعات وأهداف شعب الجنوب من خلال المباحثات واللقاءات مع المسؤولين الغربيين، عبر سلام عادل يحقق للجنوبيين العيش الكريم والآمن مع التأكيد على حقه في استعادة دولته كاملة السيادة من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.
تصريحات الجعدي تلخص الإطار الدبلوماسي الذي يتعامل به المجلس الانتقالي في إطار قيادته الحكيمة لمسار القضية الجنوبية، ويتضمن ذلك التعريف القوي والفعال بالقضية الجنوبية وتطلعات الشعب من أجل استعادة دولته، إلى جانب التعريف بحجم الظلم الواقع على الجنوبيين من ممارسات الشرعية الإخوانية التي تشن حربًا شاملة على الجنوب.
تأكيد القيادة الجنوبية على هذه الاستراتيجية القويمة التي يتم إتباعها بمثابة الرد الأمثل على الشرعية الإخوانية التي حرّكت في الأيام القليلة الماضية أذنابها في محاولة لاستهداف المجلس الانتقالي وتأليب الجنوبيين عليه عبر سلسلة من الأكاذيب والافتراءات التي سعت للتشكيك في وطنيةرجال الانتقالي.
فالشرعية الإخوانية التي لطالما عبّرت عن وجهها العدائي للجنوب، دفعت بعناصر مشبوهة تدعي أن المجلس الانتقالي لم يُحقّق شيئًا للقضية الجنوبية، وهذه العناصر التابعة للشرعية والمُموَّلة منها تدعي انتماءها للجنوب لكنها عناصر شمالية تسعى لضرب الصف الجنوبي.
وبالتالي فإنّ تأكيد المجلس الانتقالي على أنّه يعمل على نقل هموم وتطلعات وأهداف شعب الجنوب من خلال المباحثات واللقاءات مع المسؤولين الغربيين بمثابة الصفعة للمساعي الإخوانية التي سعت لتشويه القيادة الجنوبية على مدار الفترات الماضية.
سياسيًّا أيضًا، فإنّ تأكيد المجلس الانتقالي على هذه الآلية الدبلوماسية يأتي في توقيت مهم للغاية، إذ أعلنت الأمم المتحدة أنها بصدد بدء جهود موسعة مع كل الأطراف للتوصل إلى تسوية شاملة، فالصيغة التي تحدّثت بها الأمم المتحدة حملت إشارة بأن الجنوب سيكون حاضرًا وبقوة في هذه الأطروحات.
ففي جلسة مجلس الأمن أمس الثلاثاء، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج، إطلاق خطة أممية في الأيام المقبلة، تستهدف وضع حد للصراع.
وقال جروندبرج، إنَّ خطته تُشكِّل إنشاء عملية متعددة المسارات يمكن من خلالها معالجة مصالح الأطراف المتحاربة في سياق أجندة أوسع، على طول المسارات الثلاثة للقضايا السياسية والأمنية والاقتصادية.
وبالتالي فمن الأهمية بمكان أن يسبق تلك الخطوة حراك سياسي ودبلوماسي يُعبر عن تطلعات الجنوبيين لاستعادة دولتهم، وهو حراك اتبعه الانتقالي منذ فترة طويلة وحقّق نتائج سياسية مذهلة لصالح القضية الجنوبية.