خنق الحوثي بحرًا وجوًا.. ماذا عن البر؟
رأي المشهد العربي
بين تدمير زوارق بحرية وتوجيه غارات جوية، يواصل التحالف العربي تضييق الخناق على المليشيات الحوثية الإرهابية التي تنفّذ أجندة إيرانية لإحراق المنطقة بنيران الفوضى والإرهاب.
ولا يمر يومٌ من دون توجيه التحالف ضربات جوية للمليشيات في مناطق ملتهبة مثل محافظة مأرب، وكذا الحال في مجابهة تهديدات حوثية تتمثّل في تفجير زوارق بحرية تنشرها المليشيات لتهديد الملاحة البحرية.
صحيحٌ أنّ هذه الضربات تحمل أهمية كبيرة فيما يخص كبح الإرهاب الحوثي بشكل كبير، بيد أنّ احتماء وتخفي المليشيات الحوثية بين المدنيين في الأحياء السكنية وتوظيفها الأهداف المدنية يجعل من الصعب توجيه ضربات بالشكل الكافي لإجهاض إرهاب المليشيات.
يعني ذلك أنّ حسم المواجهة العسكرية بشكل أو بآخر لن يكون إلا بريًّا، وهنا يُستدل على ذلك بما جرى في محافظة شبوة مؤخرًا، فقوات العمالقة الجنوبية نجحت في دحر المليشيات الحوثية في غضون أيام قليلة من مديريات العين وبيحان وعسيلان، فضلًا عن مدينة حريب في مأرب، وهي محافظة ظلّت قيد الحصار الحوثي لأشهر عديدة، بيد أنّ قوات العمالقة استطاعت تحقيق انتصارات هناك في غضون أيام قليلة.
يعني ذلك أن هناك ضرورة ملحة لتصعيد زخم المواجهة البرية، ما يعني ضرورة تشكيل ضغط على معسكر الشرعية الإخوانية لدفع عناصرها لمقاتلة المليشيات الحوثية، لا سيّما أن المكون العسكري للمليشيات الإخوانية يضم مئات الآلاف من العناصر لكنها لا تولي أي اهتمام بالحرب وتعزف عن الانخراط في مواجهة مع المليشيات الإرهابية.
الضغط على الشرعية يجب أن يكون مصحوبًا بحتمية إلزامها على المشاركة في الحرب بشكل جدي، وقد يتحقق ذلك من خلال إزاحة العناصر الخائنة التي لطالما عبّرت عن حجم تخادمها مع المليشيات الحوثية عبر توجيهها تعليمات إلى عناصرها بعدم التوجه لمحاربة المليشيات الإرهابية.
الانخراط في مواجهة برية ومباشرة مع المليشيات الحوثية سيكون ضمانة قوية نحو إزاحة خطر هذه الذراع الإيرانية، لا سيّما أن هذه العناصر دائمًا ما تُصاب بالارتجاف خلال المواجهات وتفر سريعًا من ميادين المواجهات.