منع خطباء الإخوان.. شبوة تنتصر على فتاوى التكفير

السبت 26 فبراير 2022 16:54:49
منع خطباء الإخوان.. شبوة تنتصر على فتاوى التكفير

مثّل منع الخطباء الموالين لحزب الإصلاح من خطبة أمس الجمعة، تطورًا نوعيًّا في تحرير محافظة شبوة، خطاب إخواني متطرف.

الخطوة التي أنجزها المواطنون في شبوة تمثّل نصرًا جديدًا لا يبدو أن يقل أهمية عن المنجزات العسكرية التي تحققها القوات المسلحة الجنوبية في الجبهات.

إذ يمثّل إجهاض الفرصة أمام العناصر الإخوانية من أن تبث خطابها المتطرف والمعادي ضد الجنوب، خطوة وقاية بالغة الأهمية تنزع فتيل الإرهاب والتطرف من الجنوب، وهذا التطرف أحد صنوف المؤامرة المشبوهة التي تنفّذها الشرعية الإخوانية في الجنوب منذ فترات بعيدة.

الجانب المهم في واقعة الخطباء أنها تعقب انتصارات عسكرية ملهمة حقّقتها القوات الجنوبية في محافظة شبوة، التي تحرّرت قبل أسابيع من المليشيات الحوثية وتحديدًا في مديريات بيحان والعين وعسيلان، وبالتالي من الأهمية بمكان أن يتم العمل على إزاحة وتفكيك السموم الإخوانية لحفظ الأمن في الجنوب.

فتاوى تكفير الجنوبيين من قِبل تنظيم الإخواني الإرهابي تعود إلى زمن بعيد، عندما أصدر زعماء الإخوان عبدالوهاب الديلمي وعبدالمجيد الزنداني وعبدالله صعتر، في 1994، فتاوى أحّلت دماء الجنوبيين ونهب ممتلكاتهم، بدعوى انهم ماركسيون وشيوعيون.

ولعب خطباء حزب الإصلاح دورًا مشبوهًا على مدار الفترات الماضية، في الدفع نحو التحريض على قتل الجنوبيين ليس فقط عبر تصنيفهم في خانة الأعداء لكن وصل الأمر إلى تكفير الجنوبيين على منابر المساجد للتحريض ضد قتلهم.

ودفعت محافظة شبوة، على وجه التحديد، كلفة كبيرة من فتاوى التكفير الإخوانية، وكثيرًا ما شهدت منابر المساجد وقوف الكثير من مشايخ الإخوان الذين أخذوا في تكفير الجنوبيين، والدعوة بشكل صريح للسير خلف المشروع الإخواني واعتبار كل ما غيره كافرًا.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل تشهد محافظات الجنوب قاطبة مثل هذه الفتاوى التكفيرية التي يوظّفها تنظيم الإخوان في إطار خدمة مشروعه السياسي في مسعى للإجهاز على الجنوبيين والنيل منهم.

كما أنّ كل الأعمال العدائية التي شنّتها المليشيات الإخوانية ضد الجنوب في الفترات الماضية، كان دائمًا ما يسبقها إقدام خطباء حزب الإصلاح على إرهاب الجنوبيين، وإصدار فتاوى تكفيرية ضدهم.

إتباع الشرعية الإخوانية لهذه الممارسات دائمًا ما يُنظر إليها بأنها حرب سياسية دينية يتعرض لها الجنوب، في مسعى للنيل من تحركات الجنوبيين نحو استعادة دولتهم، وهي تحركات كثيرًا ما أثارت رعب الشرعية.