لا حل إلا بالتصعيد

الجمعة 4 مارس 2022 18:01:00
لا حل إلا بالتصعيد

رأي المشهد العربي

تمضي الأمور في محافظة حضرموت وتحديدًا في مناطق الوادي والصحراء نحو أطر تصعيدية إزاء إصرار الشرعية الإخوانية على إبقاء نفوذها في هذه المنطقة.

الشرعية تتمسك بإبقاء قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، من منطلق مسعى لاحتلال الجنوب سواء لتهديد أمنه واستقراره أو نهب ثرواته، في تجاهل تام من معسكر الإخوان لمطالب الجنوبيين بتحرير أراضيهم.

كان من الضروري إزاء ذلك أن يُقدم المجلس الانتقالي على خطوات تصعيدية لتحريك المياه الراكدة، فأعلنت القيادة المحلية للمجلس في مديرية سيئون استعداداتها لإطلاق البرنامج التصعيدي للجنتها بوادي حضرموت.

برنامج التصعيد الذي يتضمن وقفات احتجاجية ومسيرات شعبية واعتصامات مدنية أسبوعية، جاء في توقيت مهم للغاية من قبل القيادة الجنوبية لإيصال رسالة واضحة وصريحة لمعسكر الشرعية بأن الجنوب لن يترك أراضيه عرضة للاستهداف.

هذه التحركات الشعبية ستشكل ضغطًا ربما يكون غير مسبوق في زخمه وحراكه ومن ثم في تأثيراته، دفعًا نحو إزاحة الشرعية من حضرموت وإلزام قواتها بالتوجه نحو محاربة المليشيات الحوثية الإرهابية في اليمن وترك الجنوب لأهله.

هذا التصعيد لا شك أنّه سيضيق الخناق على الشرعية الإخوانية بشكل كبير، لا سيّما أن القوة دائمًا تكون لـ "الشارع والشعب"، فالرسالة التي يتم إيصالها من خلال هذه التحركات الشعبية الميدانية لا تضاهيها أي رسالة أخرى.

ستكون الشرعية الإخوانية في موقف شديد الضغط من جرّاء هذا التصعيد، فهي إما تختار سلاح القمع ومن ثم تضع نفسها تحت طائلة المحاسبة ومن ثم الانهيار الشامل، وإذا ما التزمت الصمت سترى البُساط يُسحب من تحت أقدامها في حضرموت، بينما هي في الأساس تولي اهتمامًا كبيرًا باستمرار احتلالها للمحافظة النفطية.