أكثر من درس إماراتي
سوسن الشاعر
المزيد
الدرس الأول: تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية مقترح تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة لمجلس الأمن صُوت عليه بالإجماع، لا روسيا رفضت، ولا الولايات المتحدة رفضت، ولا فيتو من بريطانيا.
وقبل هذا المقترح امتنعت الإمارات عن إدانة روسيا في جلسة سابقة خُصِصَت لإدانتها على خلفية غزوها لأوكرانيا، فبادلتها روسيا خدمة بخدمة، فلم تعترض على تصنيف الحوثي بالإرهاب كما جرت العادة.
صحيح أن الحوثي لا يستورد أسلحته إنما تهربها إيران له، إنما هذا التصنيف سيرفع الضغط الدولي عن المملكة العربية السعودية والتحالف العربي في التعاطي مع هذه الجماعة الإرهابية.
ليتبين لنا كم تلعب المصالح المتبادلة بين الدول في إصدار الأحكام والتصنيفات، وأن الأمر لا يعود إلى خير أو شر، أو أبيض أو أسود، وإلى طيبين وأشرار، وظلم وعدل، بل إلى برغماتية ذكية تعرف من أين تؤكل الكتف.
الدرس الثاني: تعلمنا كيف نلعب اللعبة، تعلمنا أن ندخل مصالحهم ضمن المساومات وهذا ما تجنبنا فعله لزمن طويل ظناً منا أنه عيب وسوء خلق وهذه المعايير لا تستخدم في إصدار الأحكام، إنما ذكاء الإمارات في توظيفها عضويتها في مجلس الأمن لهذا الغرض الذي يخدم مصالح أمتنا العربية واستغلالها التوقيت الذي فيه الجميع بحاجة لرضا الإمارات والمملكة العربية السعودية لتصطف كل منهما إلى جانبه في الحرب الأوروبية.
هكذا يجب أن نتعاطى مع المجتمع الدولي شئناً أم أبينا، لا تحالفات دائمة إنما مصالح نسترشد بها وحدها ووفقها نتخذ خطواتنا.
قصة الانبهار والإعجاب والثقة العمياء بكل ما هو غربي، والخجل من اللعب بخشونة معهم، أو مجاراتهم فقط لنيل رضاهم والإعجاب بنا ومنحنا تقارير نزين بها حوائطنا بأننا بلد متحضر انتهت، وانكشفت ولم يعد لها تأثير، اليوم علينا أن نحدد مصالحنا وبناءً عليها نبني مواقفنا هذا هو الكتيب الإرشادي للمجتمع الدولي.
دولة الإمارات عرفت كيف توظف احتياجات الآخرين لها توظيفاً يخدم التحالف العربي لا يخدمها فقط، وهذا ما يجب أن يعلمنا درساً أننا جميعاً بإمكاننا متحدين أن نُجبر مَن له مصالح معنا على مراعاة هذه المصالح رغماً عنه.
بيدنا الكثير من الأوراق لكننا لم نَجرؤ على استخدامها من قبل في مفاوضاتنا أو حتى في المفاوضات التي تخص منطقتنا، إنما آن الأوان لربط مصالح من يخطط لهذه المنطقة معنا واستخدام ما لدينا من أوراق دون تردد أو خوف. شعوبكم معكم فَلِمَ التردد؟