اختطاف عمال الإغاثة.. حصيلة إرهاب صنعته الشرعية في شبوة ووادي حضرموت

الأحد 6 مارس 2022 22:16:26
اختطاف عمال الإغاثة.. حصيلة إرهاب صنعته الشرعية في شبوة ووادي حضرموت

عندما يطالع أحدٌ نبأ اختطاف عاملي إغاثية من منظمة دولية في وادي حضرموت، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هي واقعة اختطاف عاملي الإغاثة في محافظة أبين، ليُستخلَص من ذلك حقيقة أن جرائم الاختطاف تقع في مناطق احتلال الإخوان.

في الساعات الماضية، شهد وادي حضرموت، واقعة اختطاف عاملين إغاثيين في منظمة دولية، تحت تهديد السلاح، في المنطقة الواقعة بين مديريتي القطن والعبر.

مصادر محلية قالت إنّ أحد المتخطفين يحملن الجنسية الألمانية والآخر يحمل المكسيكية.

جريمة الاختطاف وقعت في منطقة تحتل المليشيات الإخوانية وهي وادي حضرموت، ولطالما شهدت مثل هذه الجرائم وغيرها من صنوف الاعتداءات ضمن حالة مسعورة من الفوضى الأمنية.

بيد أنّ حدوث هذه الجريمة بعد أيام قليلة جدًا من واقعة مماثلة وهي اختطاف عدد من موظفي الإغاثة في أبين، قد أثار انتباهًا بأن هذه الجرائم تحدث فقط في المناطق التي تحتلها المليشيات الإخوانية الإرهابية.

ففي فبراير الماضي، أقدم مسلحون يتبعون تنظيم القاعدة، يُرجح أن المليشيات الإخوانية هي من حشدتهم إلى أبين، قد اختطفوا عمال إغاثة يتبعون إحدى منظمات الأمم المتحدة.

وبعد الواقعة، صرّح الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة بأنّ موظفي الأمم المتحدة الخمسة الذين اختُطفوا أخِذوا تحت تهديد السلاح، وذكر - آنذاك - أنه من غير الواضح من هي الجهة المسؤولة عن ذلك، لكن الأمم المتحدة تواصل العمل على الإفراج عنهم.

توثق الواقعتان المتزامتنان حجم تفشي الإرهاب في محافظات الجنوب، وهو أمرٌ صنعته الشرعية الإخوانية بشكل مروّع على مدار الفترات الماضية، ما كبّد المواطنين كلفة دامية ومروعة.

ولطالما عملت الشرعية على تحشيد عناصر من تنظيمات إرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة صوب وادي حضرموت ومحافظة أبين على وجه التحديد، وذلك لاستخدام هذه العناصر في عمليات إرهابية ضد الجنوب، وسبق أن تم الكشف أن أغلب العمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة عدن في الفترات الماضية كان منفذوها عناصر حُشدوا من تلك المناطق.

جنوبيًّا، تثير مثل هذه الجرائم غضبًا عارمًا، عبّر عنه المجلس الانتقالي على الصعيد الرسمي، إذ عبَّر عن إدانته لجريمة اختطاف عاملي الإغاثية في وادي حضرموت، ووصفها بأنها جريمة إرهابية آثمة.

المجلس الانتقالي قال إنه يندّد بهذه العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت أطباء يقدمون الغوث والمعونة الإنسانية، لافتا إلى وقوعها بعد أسابيع من اختطاف موظفين إغاثيين في محافظة أبين، التي تهيمن عليها مليشيات إخوانية.

هذا التزامن فسّره المجلس الانتقالي بأنه يعكس حجم انتعاش التنظيمات الإرهابية في مناطق انتشار مليشيا الشرعية الإخوانية.

واقع الإرهاب الذي تفشى في الجنوب على هذا النحو يفرض ضرورة إجراء تغييرات جوهرية في الوضع الأمني، عبر تمكين القوات الجنوبية من تولي زمام الأمور لبسط أكبر قدر ممكن من السيطرة الأمنية.

وقد طالب المجلس الانتقالي بهذا الأمر، عندما دعا إلى تمكين القوات المسلحة الجنوبية عبر الحزام الأمني في محافظة أبين وقوات النخبة الحضرمية في وادي وصحراء حضرموت، من دورهما في فرض الأمن وتعقب العصابات الإجرامية والإرهابية.

وفيما يظل من المستبعد أن تسحب الشرعية عناصرها من تلقاء نفسها لتتيح للقوات الجنوبية تولي زمام الأمور، فمن الضرورة بمكان الضغط على الشرعية لإلزامها بتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض ودفع عناصرها التي تحتل الجنوب للتوجه نحو محاربة المليشيات الحوثية.