حضرموت الضحية ولعبة الشرعية

الاثنين 7 مارس 2022 18:00:00
حضرموت الضحية ولعبة الشرعية

رأي المشهد العربي

تعتبر حضرموت أحد أكثر محافظات الجنوب المُدرجة على لائحة الاستهداف من قِبل الاحتلال اليمني، لموقعها الجغرافي الفريد وثرواته الضخمة لا سيّما ما تملكه من حقول نفط ذي إنتاج كبير.

المؤامرة على حضرموت تأخذ أكثر من بُعد، فهي من جانب مرئية رؤي العين فيما يخص تعرضها للاستهداف الأمني، والحديث هنا تحديدًا عن المنطقة العسكرية الأولى التي تؤوي عناصر إرهابية وتصر الشرعية على إبقائها بغية استخدامها كسلاح غادر في ضرب أمن واستقرار المحافظة بشكل كامل وتمكين الشرعية من السطو على ثروتها النفطية.

لكن جانبًا مخفيًّا في الحرب اليمنية على حضرموت تحمل بعد الهوية، وهنا الحديث عن حملات تنظم في هذه الآونة من قِبل كتائب إلكترونية يمنية يحركها حزب الإصلاح الإخواني لإثارة أفكار مشبوهة، تقوم على محاولة نقل صورة واهية عن هوية المحافظة بزعم أنها تغرد خارج السرب الجنوبي.

لجوء الشرعية الإخوانية لهذه الحرب المشبوهة يتضمن استخدام عناصر تنسب نفسها إلى الجنوب، وقد رصد "المشهد العربي" على مدار الأيام القليلة الماضية حملات منظمة زادت وتيرتها مع تزايد النجاحات التي يحققها الجنوب سياسيًّا وعسكريًّا.

تقوم هذه الحملات على توجيه انتقادات للقيادة الجنوبية وكذا للتحالف العربي، لكن اللافت أيضًا أنها تحاول أن تصور نفسها بأنها لا تتبع الشرعية أو معسكر الاحتلال اليمني، وذلك لإثارة حالة من الارتباك السياسي في المشهد الجنوبي.

ونما إلى علم "المشهد العربي" أنّ تعليمات مباشرة صدرت عن معسكر الصف الأول من الشرعية الإخوانية مفادها التركيز على حضرموت في الأيام المقبلة، وهذا الأمر له الدلالة العسكرية والسياسية.

فعلى الصعيد العسكري، لا تريد الشرعية إخراج قواتها (المنطقة العسكرية الأولى) من وادي حضرموت، وقد أكّد أكثر من قيادي بالشرعية هذا الأمر كما ورد ذلك الأمر في تسريبات المدعو سلطان البركاني الأخيرة، ومن ثم فإنّ إصرار الشرعية على إبقاء قواتها هناك على هذا النحو يعني أنّها لن تلتزم بمسار اتفاق الرياض وهو ما يضعها في صدام قوي مع التحالف العربي، لا سيّما أنّ التحالف حريص كل الحرص على إنجاح الاتفاق نظرًا للدور الذي يلعبه في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

سياسيًّا أيضًا، لا تريد الشرعية أجواء مستقرة في الجنوب تؤهله لأنْ يشارك في مسار العملية السياسية التي يبدي أن الأمم المتحدة عازمة على إتمامها هذه المرة، ومن ثم تتخوف الشرعية من أن يكون الجنوب حاضرًا بقوة واحدة وتلاحم وراء المجلس الانتقالي من كل المحافظات، ومن ثم تحاول ممارسة لعبة سياسية قذرة تخلط الأوراق جميعها.