بعد تكهنات متزايدة.. هل اقتربت فعلا إزاحة محسن الأحمر؟

الاثنين 7 مارس 2022 19:27:24
بعد تكهنات متزايدة.. هل اقتربت فعلا إزاحة محسن الأحمر؟

وسط حالة من الغضب على كل الأصعدة من الشرعية الإخوانية وممارساتها، كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن تغييرات شاملة في معسكر الشرعية تشمل إزاحة عناصر بارزة من الصف الأول.

المعلومات تناقلها نشطاء كثيرون تحدّثوا عن أنّ مناقشات تجري في أواسط الشرعية تشير إلى إزاحة محتملة وبقوة لقيادات بارزة في معسكر الشرعية في الفترة القليلة المقبلة.

لم يتسنَ لـ"المشهد العربي" التأكُّد من حقيقة الأمر، بيد أنّ هذا التطور غير مستبعد بأي حال من الأحوال بالنظر إلى حجم الغضب الكبير من ممارسات الشرعية الإخوانية التي تآمرت لصالح المليشيات الحوثية.

بيد أنّ القاسم المشترك في الأسماء التي تم تداول رحيلها من الساحة ضمن الترتيبات القادمة هو الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنسب إليه سبب وهن الشرعية وانبطاحها أمام المليشيات الحوثية بفعل علاقات التقارب التي تجمع بين كليهما.

ومن غير المستبعد أن تكون معلومة إزاحة محسن الأحمرقد تم تسريبها بشكل متعمد لرصد رد فعل حزب الإصلاح على خطوة كهذه، لا سيّما أنه يعتمد بشكل كبير على نفوذ جنرال الشرعية العجوز في تغليب المصالح الإخوانية.

ومحسن الأحمر نجح في تحقيق الغرض الذي وضعه منذ اليوم الأول للحرب، وهو تحويل بوصلتها بعيدًا عن مواجهة الحوثيين، وتوجيهها ضد الجنوب، فزرع قواته في مناطق شتى لا سيّما في وادي حضرموت لاحتلال الجنوب ونهب ثروته النفطية.

ممارسات محسن الأحمر التي ضربت أمن الجنوب وطعنت التحالف العربي جعتله منبوذًا على صعيد واسع، وقد ارتقى ذلك إلى حد تهميشه من الواقع العسكري بشكل كبير، وقد أظهرت العمليات الأخيرة التي نفذتها قوات العمالقة الجنوبية أطلقت وفق تحليلات بتنسيق مع التحالف العربي مع تجاهل تام لهيكل الشرعية العسكري بقيادة محسن الأحمر.

إزاحة محسن الأحمر خطوة إن تمت - كما يتردد - سيكون لها الكثير من التبعات الإيجابية، لا سيّما فيما يخص تصحيح مسار العمليات العسكرية ضد المليشيات الحوثية الإرهابية، وهو أمرٌ شديد الإلحاح لا سيّما في أعقاب نجاح دولة الإمارات في استصدار قرار من مجلس الأمن بحظر تسليح الحوثيين.

فالخطوة الإماراتية مؤشر قوي لحالة النفور الدولي من الحوثيين، ومن ثم يتوجب استغلال هذا الزخم بشكل كبير في تكثيف الضغوط العسكرية على المليشيات، وهو أمرٌ لا يبدو أن يمكن أن يتحقق من دون استئصال كامل للقيادات الإخوانية التي تعرقل مسار العمليات على المليشيات الحوثية.

وسبق أن اعترف مجندون في المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت وكذا في محافظة مأرب، بأنّ قياداتهم الإخوانية ألزمتهم بعدم التوجه لمحاربة الحوثيين بل وتوعدت من يخرج عن التعليمات بالقتل.

كما أنّ خطوة إزاحة الأحمر إن تمت، فمن الضروري أن تكون قاطعة، بمعنى ألا يُسمح له بنفوذ على الأرض بأي شكل من الأشكال، وذلك تفاديًّا من أن يُحرك الموالين له في أعمال عدائية ضد الجنوب أو ضد التحالف بما يخدم المليشيات الحوثية.