تصحيح اوضاع الجنوب قبل فوات الاوان

وصلت الأوضاع المعيشية في الجنوب وبالذات في المدن الرئيسيّة الى ادنى مستوياتها ويعيش الناس تحت خط الفقر ولَم يكن ذلك الا بسبب هيمنة الدولة العميقة اليمنية التي توزعت بين الرياض وصنعاء حيث ممثليها في الشرعية تسيطر على مفاصل السلطة والتي تتحكم بكل شيىء مستخدمة كل وسيلة ونفوذ تلك الدولة وتحاول العودة الى الواجهة عبر التمسك بغشة الشرعية التي اصبحت وبال على شعب الجنوب. مع الاسف العالم يدعم هذه الدولة العميقة وبل يفرض قيود على حركة الشعب في الجنوب وبين وقت واخر يطلع من يهدد عبر أدواته المتعددة اَي تحرك جنوبي لتصحيح الوضع مما يعد ذلك مخالفة للمعايير الدولية لحقوق الانسان الذي دوخوا العالم بالتبشير بها ولا احد يدري ما هي الاهداف الاخيرة التي يريدون تحقيقها من الجنوب ؟ لم يحصل ان حوصر شعب باكمله من خلال منع المرتبات او حجبها لأشهر عن موظفي الجنوب العسكريين والمدنيين ولَم يحصل ان ظل شعب باكمله دون خدمات للكهرباء ولا للمياه ولاحتى توفير الحد الأدنى من المشتقات النفطية التي تحافظ على سير الحيا اليومية ولم يحصل ان ظل شعب لا يجد ابناءه وظائف مدنية غير العسكرة ولَم يسمح له بمزاولة اَي نشاط تجاري وزراعي وصناعي او خدمي ونحن الان على أبواب السنة الثامنة حرب ولا زالت الأوضاع تتدهور بشكل مريع. رمضان على الأبواب وهناك أزمات متعددة لم تحل بعد وتثقل كاهل الشعب وعلى وجه الخصوص في عدن والمدن الرئيسيّة في الجنوب ماذا عملت الحكومة من إجراءات وما هي إجراءات حكام عدن لمواجهة تلك الأزمات (ازمة الكهرباء وازمة المرتبات وازمة المياه وازمة المشتقات النفطية وازمة الغاز المنزلي وازمات اخرى أمنية وإدارية وغيرها). مع الاسف بوجود هذه الحكومة ازداد الوضع سوءًا والغريب انها لا تعير معاناة الشعب ادنى اهتمام وكأن الامر لا يعنيها وهي تستمتع بالجو الجميل الذي تعيشه في منتجع معاشيق ونست مسؤليتها الدستورية والأخلاقية تجاه شعب يعاني من أزمات مركبة ولا نشاهد اَي امل في تلبية حاجة الناس في المستقبل المنظور. نحن على مشارف السنة الثامنة حرب ولا زالت المحافظات الجنوبية المحررة تعاني من سوء ادارة ومن تخبط في التعامل مع الجنوب من قبل الشرعية والتحالف ويتم حجز الجنوب في مربع االانتظار حتى يتم التوافق بين النخب السياسية الشمالية فيما بينها مع الانقلابيين في صنعاء وحتى الامم المتحدة تسبر بنفس الاتجاه وفِي الواقع لا نية لدى الشرعية ولا لنخب الشمال ولا حتى الشعب في الشمال في التحرر من الانقلاب في صنعاء وهذا ما ظهر جليا في وقف المعارك في الجبهات وبتمسكهم بالبقاء في الجنوب ومحاولة اتمام السيطرة عليه واخر اهتمامهم العودة الى صنعاء خاصة ومنهم من تسلم المنافذ يديرها على كيفه ومنهم من استولى على منابع النفط ويضخ النفط بمزاجه ومنهم من استولى على الموانىء ويديرها عبر وكلائه ومنهم من يمتلك المطارات وتأتيه الايجارات الى عنده وحتى كل الإيرادات من المناطق المحررة تقسم بين الشرعية والانقلابيين تحت حجج مختلفة والا كيف نفسر الاستقرار المعيشي في منطقة نفوذ الانقلابيين وتدهورها في المناطق المحررة في الجنوب غير ان الدولة العميقة بجناحها الذي في صنعاء تتقاطع أهدافها مع الشرعية التي تسيطر على مفاصل القرار فيها تُمارس حصارا اقتصاديا غير مسبوق لتركيع شعب الجنوب ومع ذلك ولا احد من التحالف او الامم المتحدة او الدول الكبرى يعطي اَي اهتمام بان هناك شعب بكاملة في الجنوب يتعرض لابادة في القرن الواحد والعشرين. هل ما يجري في الجنوب يعتبر امتداد لسياسة عفاش التي انتهجها بعد حرب صيف 94 ويبدوا ان مخطط تحويل عدن الى قريه قائم من قبل الحكومه من خلال اغراق عدن بالنازحين وتشجيع العشوائيات التي انتقلت الى الجبال والشواطىء والمتنفسات الطبيعية. ولم يجري في اَي بلد ان يتم تشجيع مواطنين على النزوح من مناطقهم الأمنه خاصة وقد توقف الحرب فيها وهذا ما يجري في عدن والجنوب كما حدث ويحدث خلال سنوات هذه الحرب اول ما تطلق رصاصة في أقصى الارض تصل عدن والجنوب قوافل من النازحين ومن باب التندر على هذه الوضعية بتحدث الناس بانه بسبب الحرب الروسية الاوكرانية الان ستجد قوافل النازحين قد وصلت الى عدن والجنوب والأدهى من ذلك بان هناك منظمات تتبع دول تشجع النزوح جنوباً وتقدم الدعم المالي السخي ولا احد يدري هل هو لتفادي تدفق سيل من النازحين بالاتجاه شمالاً الى بلدانهم او انها سياسة جديدة للاستيطان في الجنوب اما الحكومة فتقدم لهم كامل التسهيلات وكل ذلك على حساب ابناء عدن والجنوب بل وتعطى لهم الاولوية في الرعاية بينما الحرب قد توقفت في الشهور الاولى من السنه اولى حرب في مناطقهم والدليل بانهم في الأعياد يذهبون الى قراهم بكل أريحية وبعد انتهاء العيد يعودون الى عدن والجنوب وبدون عوائق تذكر. السنة الثامنة حرب على الأبواب ولَم تضع حجر على حجر لإعادة بناء ما دمرته الحرب في عدن والمدن الجنوبية الاخرى من مساكن الناس ومؤسساتهم وحتى لم تناقش الحكومة تعويضاتهم بينما نسمع بان هناك مليارات من الدولات صرفت من قبل مؤسسة الإعمار السعوديه ونستغرب اين ذهبت تلك المليارات ولَم يلاحظ الشعب اَي إعمار والمشكلة بانها ستسجل ديون على كاهل الشعب. بلادنا ليست فقيره ولديها ثروات تمكنها من ان تعيّش مواطنيها حياة كريمة لكن فساد الحكومة والشرعية وغيرهم من الذي التحق بهم لا يجدوا من يحاسبهم على افعالهم المشينة وتجد ثرواتهم تنمو بشكل خيالي في استثمارات خارجية او حتى داخليه ودون خجل جمعوا ثرواتهم خلال سنوات الحرب القصيره وهذا لا يعطيهم الحق باستغلال الظروف والإثراء الغير مشروع واذا لم تتم محاسبتهم اليوم بسبب ظروف الحرب فأبشروا بالحساب لاحقاً سواء عند وجود ممثلي الشعب الحقيقيين او حتماً عند العلي القدير. لابد من عمل شيىء يعيد التوازن للحياة في الجنوب والغاء سياسة دفع الجنوب نحو الهاوية لانها ستحرق الجميع ولن يكون الجنوب هو الضحية لوحده اوالمتلقي السلبي للسياسات الخاطئة و دون اخذ بالاعتبار مكانته في التاريخ والجغرافيا سترتد تلك السياسات الطائشة على الجميع ومن يعتبر الجنوب غنيمة يمكن توزيعها على من هب ودب فهو خاطىء ولم يتعلم من التاريخ شيىء لهذا ندعو الى المراجعة العقلانية لهذه السياسات الطائشة وإجراء تصحيح حقيقي للأوضاع في الجنوب قبل فوات الاوان ولا زال في الوقت متسع