أقول هذا لعلكم تُدركون!
علاء حنش
- الجنوب والشمال.. حقائق ماثلة!
- لماذا عيدروس الزُبيدي ؟
- من 4 مايو 2017 وإلى 8 سبتمبر 2024.. ماذا جرى؟ وماذا تحقق؟ وماذا تبقى؟
- واحدية المصير وعلاقتها بذكرى استشهاد أسد أبين
بدايةً أود التأكيد على أن القضية الجنوبية وهدف شهداء وجرحى الجنوب، وكل الشرفاء، المُتمثل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، خياران لا رجعة فيهما مهما كانت الظروف، والصعاب، والمؤامرات، والمكائد، فبإذن الله تعالى سوف ننتصر طالما وأبناء الجنوب وقيادتهم يضعون هذا الهدف نصب أعينهم، ويعلنون به في أي محفل أو مناسبة، وفي أي بقعة من المعمورة.
ثانيًا: المحاولات الغربية بقيادة أمريكا بطرح حلول بعيدة كل البُعد عن الواقع كلها محاولات بائسة لن تنفع، ولن تصل بنا إلى أي حل يُرسي السلام الذي يدّعونه، فسلامهم أن كان بهذه الطريقة، والتفكير، والعقلية فإنهُ سلام غير حقيقي، سلام مُجزأ، ومُفصل، وهذا السلام لا يعنينا بشيء.
على أمريكا أن تُدرك أن محاولات تمرير مشاريع بطُرق ملتوية، وأستخدام أسلوب (الفتنة، والاستهتار) يضعها في خانة قد تجعلها تخسر الكثير لا سيما مع الأزمة الروسية الأوكرانية التي جعلت الأمريكان في موقف لا يُحسد عليه... الجنوب ليس أوكرانيا، وأوكرانيا ليست الجنوب.
ثالثًا: ما يحدث من أزمات خانقة ضد شعب الجنوب العظيم ما هي إلا أحد الحلول لإخضاعه، وتركيعه، وجعل المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة مباشرة مع شعبه الذي جاء منه.
المجلس الانتقالي الجنوبي قادر أن يكون في نظر شعبه عظيم إذا ما وفر الخدمات وحل الأزمات بما فيها الاقتصادية، لكن ما هو المقابل نظير ذلك؟
هل تسأل أحد ما هو المقابل؟
المقابل أن يتخلى المجلس الانتقالي الجنوبي عن قضية شعب الجنوب، وهدف استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وسيكون مقابل ذلك توفير كل ما يحتاجه المواطن.
رابعًا: على جميع أبناء الجنوب أن يدركوا تمام الإدراك أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يتخلى عن أهدافه الأستراتيجية، وحق شعبه في الحرية، ولم يفرط بشبر من تراب أرض الجنوب، ولو كان فعل ذلك لرأينا أن كل الازمات حُلت، وشعب الجنوب يعيش بنعيم، لكن ذلك لم يحدث لأن المجلس الانتقالي الجنوبي كان صامدًا، وصبورًا، ولم يجعل ما يحدث لشعبه يؤثر على مساره، والهدف الذي تشكل من أجله المجلس الانتقالي الجنوبي ألا وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة وعاصمتهم الأبدية عدن.
ثقوا أن ما يحدث من أزمات نتاج لأمور سياسية رفض المجلس الانتقالي الجنوبي تمريرها كي لا يضيع حق شعب الجنوب.
تأكدوا جيدًا أن أشارة من المجلس الانتقالي الجنوبي لتمرير صفقات سياسية تضرب حق شعب الجنوب في استعادة دولته ستتوفر كل سبل الحياة بعدها بساعات قليلة.
أدركوا ما يحدث من حولنا، وكل ما يحدث لا يحتاج لشرح وتوضيح.. فخنق العاصمة الجنوبية عدن، التي تعتبر المحافظة الاستراتيجي، والمهمة، والتي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، هدفه ضرب الانتقالي الجنوبي لا غيره.
الحقوق لا تُسترد بسهولة، وأي حق عادل لن تجد لهُ مناصرين كثر.
أخيرًا، أود أن أجيب عن سؤال البعض عندما يقول "ماذا فعل الانتقالي؟"، سؤال يبدو للوهلة الأولى عجيبًا.. كيف ماذا فعل الانتقالي والانتقالي أسس جيش صلب، واستطاع أن يضع قدمه في كل محافظة جنوبية، كيف ماذا فعل وهو أصبح الصخرة التي حطمت، وستحطم أحلام الغزاة، وناهبيّ ثروات الجنوب.. كيف ماذا فعل والانتقالي بات رقمًا يُصعب تجاوزه، وأصبح أعداء الجنوب يطمحون للتخلص منه بأي طريقة كانت.. كيف ماذا فعل وهو من وصل إلى المحافل العربية والدولية، ووضع قضية الجنوب على طاولة دول عظمى.. كيف ماذا فعل وهو حقق للجنوب خلال خمس سنوات مالم نكن نطمح لتحقيقه خلال عشرات السنين.. أدركوا جيدًا ماذا يدور حولنا، وقارنوا بين ما كانت تعيشه قضية الجنوب، وما تعيشه اليوم.
لا ننكر عدم وجود أخطاء، وكل من يعمل يُخطئ، وهذه سنة الحياة منذ خُلق أبونا آدم عليه السلام.. فتفكروا لعلكم تُدركون.