شبوة تنتفض والشرعية ترتجف
رأي المشهد العربي
من جديد، بعثت محافظة شبوة برسالة واضحة تمسكت فيها بهويتها الجنوبية ولفظت أي مساعٍ لاستهدافها من قبل الاحتلال اليمني.
هذا الاحتلال فشل في إخضاع شبوة أمنيًّا بعدما استقدم الإرهاب إلى أراضيها بما في ذلك المليشيات الحوثية، إلا أن قوات العمالقة الجنوبية دحرت هذا الإرهاب وحرّرت شبوة من الحوثيين وتحديدًا من مديريات بيحان والعين وعسيلان.
فشل المؤامرة على شبوة أمنيًّا نقلها إلى الإطار السياسي، فظهرت بوادر تحركات لإيجاد مكونات سياسية مشبوهة على أرض الجنوب، تحمل خطورة شديدة على مسار قضيته العادلة لا سيّما أنّ توقيت ظهورها يحمل خبثًا شديدًا كبيرًا والتفافًا على الحقيقة.
أمرٌ لافت آخر حدث في فعالية السبت، وهي أن الحشود الجنوبية لم ترهبها صور الإرهاب الإخواني التي تجلّت في استفزازات أمنية عديدة، ليس أقلها إطلاق قنابل صوتية في محاولة لدفع المواطنين للعزوف عن المشاركة وتقليل حجم الاحتشاد الكبير في الساحة المخصصة للفعالية.
المشاركة الواسعة رغم حملات الترهيب والتفزيع تعني أن الجنوبيين حسموا أمرهم وحددوا خيارهم، وهو الاعتزام على مجابهة الإرهاب الذي تشكله المليشيات الإخوانية مهما كلّف الأمر من تضحيات، وهو أمر يبدو أنه منسجم جدًا مع حجم التهديدات التي يتعرض لها الجنوب وهي تعتبر تهديدات وجودية بشكل كبير.
رسالة الغضب التي أطلقتها شبوة للدفاع عن مسار قضية الجنوب وحمايتها من أي استهداف سياسي، تُشكل نموذج مواجهة جنوبية تجلت واضحة على مدار الفترات الماضية، مفادها أن هناك حالة تيقظ لمجابهة أي مساعٍ للاحتلال اليمني الساعي لإيجاد اختراق من أي نوع لعمق الجنوب.
الاستجابة الحاشدة للجنوبيين للفعالية وتعامل الإخوان الترهيبي معها يعني بوضوح أن الجنوب يمضي على الطريق الصحيح، وأنه لن يتم السماح بإيجاد أي مكونات أو أحزاب يمنية على أرض الجنوب، وهذا الأمر ركيزة رئيسية ومحورية في إطار تحرك الجنوبيين نحو استعادة دولتهم.