الإنقاص المتعمد لـغاز الجنوب.. الأنابيب توقد نارًا
يعيش الجنوبيون تحت وطأة أعباء إنسانية قاسية أشعلتها ما تعرف بالشرعية منذ فترات طويلة، وسط مخاوف من أن تتفاقم حرب الخدمات بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان الكريم.
الأيام القليلة الماضية شهدت تفاقمًا ملحوظًا في أزمة نقص الغاز المنزلي في محافظات الجنوب، وتحديدًا في العاصمة عدن، بما ينذر بالمزيد من الأعباء على المواطنين في الفترة المقبلة.
ورصد "المشهد العربي" أزمة حادة في نقص غاز الطهي بشكل ملحوظ، ولم يقتصر الأمر على معاناة للمواطنين في المنازل لكن الأمر اشتمل كذلك على اضطرار الكثير من المخابز لوقف العمل.
وفيما يكافح المجلس الانتقالي ومحافظ العاصمة عدن أحمد لملس من أجل تحسين الوضع المعيشي إلا أن ما تعرف بالشرعية تواصل العمل ليل نهار على إثارة المزيد من الأعباء، وتتعمد إنقاص حصة الجنوب من الطاقة، على الرغم من حجم الثروة التي يملكها في هذا الصدد.
ويمثّل تهريب النفط إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية إحدى أخطر الجرائم التي ترتكبها ما تعرف بالشرعية ضد الجنوب، وهو ما يفاقم من حرب الخدمات بشكل مكثف، ومن ثم يستدعي ضرورة العمل على تحرير الجنوب من هذا الوباء السرطاني الحاد.
سياسيًّا، يحرص المجلس الانتقالي على إطلاع المجتمع الدولي على حقيقة الأعباء القاسية التي يعيشها المواطنون وذلك في مختلف اللقاءات التي يعقدها قيادات المجلس برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.
ويوم الاثنين، استقبل الرئيس القائد الزُبيدي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المبعوث السويدي بيتر سيمنبي وسفيرة السويد لدى الإمارات العربية المتحدة السيدة ليسلت آندرسون، حيث جرى استعراض آخر المستجدات في الملفات الاقتصادية والخدمية والسياسية والعسكرية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز وتطوير حلول ومعالجات ناجعة لاجتياز الأزمات وتفاقماتها على الوضع الإنساني والمعيشي.
خلال اللقاء، شدَّد الرئيس القائد على ضرورة وضع معاناة المواطنين وتحسين معيشتهم وتوفير الخدمات وصرف الرواتب وإنعاش الوضع الاقتصادي والخدمي كأولوية قصوى تستوجب تكاتف كافة الجهود المحلية والإقليمية والدولية،مشيرًا إلى أنّ الوضع الاقتصادي ينذر بكارثة كبيرة.
حرص المجلس الانتقالي على إيصال هذه الرسالة بشكل متواصل يُشكل جدار حماية كبير يحمي الجنوب من إرهاب ما تعرف بالشرعية، ويعزّز من فرص وقف حرب الخدمات، لا سيّما في ظل زيادة وتيرة التي يتعرض لها نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي، بعد افتضاح عدائها المركز ضد الجنوب مقابل التخادم مع المليشيات الحوثية.