في عدن.. بوادر انتفاضة شعبية ضد فساد الشرعية
انضمت العاصمة عدن، إلى جبهات الغضب العارمة من فساد ما تعرف بالشرعية لما خلّفه ذلك من أعباء إنسانية قاتمة حاصرت الجنوبيين بين قدر ضخم من الأعباء والأزمات الإنسانية.
ساحة العروض في العاصمة شهدت اليوم الأربعاء تظاهرة شارك فيها أعداد كبيرة من المواطنين الذين طالبوا فيها بتطهير المؤسسات الحكومية من الفاسدين وصرف المرتبات، في تحرك يبدو أنه باكورة انتفاضة شعبية عارمة تدحر فساد نظام المؤقت عبد ربه منصور هادي.
الوقفة الاحتجاجية جاءت استجابة لدعوة اللجنة التحضيرية للهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي، التي دعت للتظاهر أمام مقار الأمم المتحدة في العاصمة عدن، رفضا للوضع المعيشي الكارثي الناجم عن فساد ما تسمى الشرعية.
وفيما طالب المشاركون في التظاهرة، بسرعة صرف المرتبات وإنقاذ الاقتصاد المترهل، فقد رفع أعلام الجنوب ولافتات تطالب بمحاربة الفاسدين وتوفير الخدمات.
اندلاع انتفاضة شعبية في وجه فساد ما تعرف بالشرعية يظل أمرًا شديد الأهمية في إطار الضغط على هذا النظام لوقف الحرب الشاملة التي يشنها على الجنوب منذ فترة ليست بالقصيرة وخلّفت أزمات إنسانية يُنظر إليها بأنها غير مبررة بالنظر إلى أن الجنوب مُحرَّر من المليشيات الحوثية ومن ثم فلا يوجد أي مبرر لاختناق شعبه معيشيًّا بهذا النحو إلا إذا كان الأمر يندرج في إطار حرب متعمدة على الجنوب وقضيته وثرواته.
وأدركت ما تعرف بالشرعية أهمية حرب الخدمات وتأثيراتها على الجنوب، فعملت على استهدافه بجرعات مكثفة من صناعة الأزمات ليس أقلها أزمة المشتقات النفطية التي تفاقمت كثيرًا على مدار الفترات الماضية وكانت لها تبعات على كل قطاعات الحياة في الجنوب، وتحديدًا في العاصمة عدن.
المثير للرعب في هذا الإطار هو تفاقم حرب الخدمات بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، الذي يبدو أن الجنوبيين سيتسقبلونه من جديد وهم محاصرين بكم كبير من الأزمات القاسية سواء نقص المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها والانقطاع المتواصل للكهرباء وشح المياه وتردي الخدمات الصحية وغير ذلك من احتياجات المواطنين، في نتاج رئيسي ومباشر للفساد المستشري لدى ما تعرف بالشرعية.
على الصعيد العسكري، لم يكن الوضع مغايرًا فقد امتد فساد ما تعرف بالشرعية ليشمل هذا الإطارأيضًا، فالأمر لا يقتصر على إشعال حرب خدمات لكن فساد نظام هادي مثّل سببًا رئيسيًّا نحو تمكين المليشيات الحوثية من البقاء حتى الآن.
تجلّى هذا الفساد مثلًا في نهب رواتب المجندين والعسكريين والعزوف عن الانخراط في مواجهة المليشيات الحوثية وتعيين متآمرين وخونة من قِبل الإرهابي علي محسن الأحمر في مناصب عسكرية بارزة مثّلت سببًا رئيسيًّا في الخيانة لصالح الحوثيين.
