زورقان حوثيان مفخخان يستهدفان ناقلات نفط.. حرب خطيرة يتجاهلها العالم
كثّفت المليشيات الحوثية من عملياتها الإرهابية في الأيام القليلة الماضية، سواء لتهديد الأمن السعودي أو على صعيد استهداف الملاحة البحرية، في مسعى واضح للنيل من قطاع الطاقة اقتصاديًّا، وكذا توجيه ضربة سياسية لإفشال مشاورات الرياض العازمة إيجاد تسوية شاملة.
التحالف العربي أعلن اليوم الأربعاء، تدمير زورقين مفخخين حوثيين، وإحباط عملية هجوم عدائي وشيك جنوب البحر الأحمر، وقال في بيان، إنّ المليشيات الحوثية حضّرت الزورقين المفخخين في جنوب البحر الأحمر لمهاجمة ناقلات نفط عملاقة عبرت مضيق باب المندب.
وأضاف التحالف في بيانه أنّ محاولة إطلاق الزورقين المفخخين تم الإعداد لها من محافظة الحديدة، لافتًا إلى أن الأمر يمثّل تصعيدًا عدائيًّا من قِبل المليشيات الحوثية لاستهداف مصادر الطاقة وعصب الاقتصاد العالمي.
الإرهاب الحوثي يبدو أنه يأتي ممنهجًا بشكل كبير، فالمليشيات المدعومة من إيران بات واضحًا أنها تستهدف قطاع الطاقة بشكل مباشر بما يشكل تهديدًا عالميًّا، إذ كانت قد شنّت قبل أيام هجومًا إرهابيًّا على منشآت نفطية في السعودية.
والأحد الماضي، أعلن التحالف العربي، وقوع حريق محدود إثر هجوم عدائي استهدف محطة تتبع شركة النفط الحكومية "أرامكو" بجدة غربي المملكة، وذلك عقب ساعات قليلة من استهداف حوثي لمنشآت حيوية سعودية، بعضها متعلق بالطاقة وتحلية المياه، بطائرات مسيرة.
في الوقت نفسه، صرحت وزارة الطاقة السعودية، بأن منشآت نفطية لديها جنوبي المملكة، تعرضت لاعتداء بطائرات مسيرة؛ استهدافًا لزعزعة أمن إمدادات الطاقة، وبالتالي الاقتصاد العالمي ككل.
عقب هذا الهجوم الإرهابي، قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" السعودية، إنّ الهجمات المتصاعدة التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية المتحالفة مع إيران على المنشآت النفطية في المملكة يجب أن يكون مصدر قلق عالمي في وقت تشهد فيه سوق النفط شحاً في المعروض.
وأضاف الناصر، في تصريحات له: "الرسالة الواردة سلطت الضوء على أن هذه الأنواع من الهجمات، وهذا النوع من التصعيد في وقت تشهد فيه السوق شحاً في المعروض، هو مصدر قلق حقيقي للعالم لأنه في حالة حدوث المزيد من التصعيد بمرور الوقت، ربما يكون له بعض التأثير على الإمداد".
السعودية بعثت رسالة أشد حزمًا كما فهم منها إلى المجتمع الدولي، وقد استدعت انتباه العالم للخطر الذي تشكله المليشيات الحوثية في هذا الجانب، إذ قال مصدر دبلوماسي بوزارة خارجية المملكة إن السعودية تخلي مسؤوليتها عن أي نقص في أسواق النفط في ظل الهجمات الحوثية على منشآتها النفطية.
الرياض قالت في هذا الإطار، إنّ المجتمع الدولي عليه أن يعي خطورة استمرار تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة المتطورة، مشيرة إلى أن الصواريخ الباليستية والمسيرات التي تقدمها إيران للحوثي تستهدف مواقع إنتاج الطاقة.
وأشارت إلى أنّ هناك آثارًا وخيمة على قطاعات الإنتاج والتكرير جراء هجمات مليشيا الحوثي بأسلحة إيرانية، داعية المجتمع الدولي للوقوف بحزم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًّا، ونوهت بأن هجمات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تهدد إمدادات الطاقة العالمية في ظروف حساسة تشهدها أسواق الطاقة.
تجاهل المليشيات الحوثية لهذه التحذيرات وإطلاقها زورقين مفخخين جنوب البحر الأحمر لمهاجمة ناقلات نفط عملاقة عبرت مضيق باب المندب، هو بمثابة رسالة تبعث بها المليشيات على ما يبدو للمجتمع الدولي بأنها لن ترتدع وتصر على إشعال المنطقة بفتيل الإرهاب.
هنا تُثار تساؤلات عن موقف المجتمع الدولي الذي كان قد تعامل مع تحذيرات السعودية من منطلق سياسي وحسب، إذ عبّرت القوى الفاعلة الكبرى عن إدانتها للإرهاب الحوثي ودعوتها للمليشيات للتوقف عن هذه العمليات الإرهابية، لكن الأمر لم يرتقِ لأكثر من ذلك، وظلّ التعامل الدولي مع الأمر مقتصرًا على مجرد بيانات إدانة لا يرى كثيرون أنها تغيّر من الأمر شيئًا ولا تشكل ردعًا كافيًّا للمليشيات المدعومة من إيران.
تمادي المليشيات الحوثية في استهداف قطاع النفط على هذا النحو، يأتي في وقت يعيش فيه العالم أزمة عصيبة من الأساس جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية التي خفّضت واردات النفط على مستوى العالم لا سيّما أن روسيا أحد الموردين وفرضت عليها عقوبات بسبب الحرب.
يعني ذلك أن العالم لن يكون باستطاعته تحمل ضربة أخرى تُوجه لقطاع الطاقة شرقًا (من قِبل المليشيات الحوثية)، ويرى محللون أن عزوف المجتمع الدولي عن ردع المليشيات الحوثية سيكون رسالة دعم خطيرة لصالح إرهاب المليشيات، وهو ما يقع فعلًا على الأقل حتى الآن.