اتفاق الهبَّة وقوة الضغط
رأي المشهد العربي
يُمثّل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن آلية السماح بمرور ناقلات النفط المحتجزة في نقاط الهبة الحضرمية، خطوة مهمة للشعب الجنوبي الذي أصبح قادرًا على حماية ثروته النفطية من جرائم السطو الإخوانية.
لجنة مخرجات لقاء حضرموت العام "حرو" توصلت اليوم الجمعة، إلى اتفاق برعاية التحالف العربي في وادي حضرموت، على آلية للسماح بمرور ناقلات النفط المحتجزة في بادرة على حسن نوايا من قِبل قيادة الهبة الحضرمية.
وجود التحالف العربي كطرف راعٍ يعني أن جرائم السطو التي اعتادت المليشيات الإخوانية على ارتكابها على مدار الفترات الماضية لن يتم السكوت عليها، لا سيّما بعدما أثبت الشعب الجنوبي نجاعةً كبيرة في إطار مواجهة جرائم ما تعرف بالشرعية.
الزخم الشديد الذي حققته الهبة الحضرمية يبعث برسالة لكل من يُشكك في جدوى الفعاليات الشعبية التي ينظمها الجنوبيون والتي يزعم البعض بأنها لا تثمر شيئًا، إلا أنّ ما حقّقته الهبة من نجاح في الفترة الماضية ردت على هذه الآراء المُشكّكة في تحركات الجنوبيين.
هذا الزخم يتجلّى في أنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه وهو يُمثل بادرة طيبة من قِبل قيادة الهبة الحضرمية، فالأمر لا يزال قيد المراقبة، بمعنى أن نظام ما تعرف بالشرعية إذا ما عاود جرائم السطو على نفط حضرموت عبر مليشياته الإرهابية المنتشرة هناك فإن التحركات الشعبية ستتجدد على الأرض.
يعني ذلك أن الشعب الجنوبي سيظل بالمرصاد متأهبًا لأي خطوة من شأنها أن تنال من ثروات الجنوب وتحديدًا نفط حضرموت، وهذا الضغط سيظل على ما يبدو هاجسًا مرعبًا لدى ما تعرف بالشرعية التي لم تعد الآن تحت مراقبة قيادة الهبة الحضرمية فقط لكنها باتت تخضع لمراقبة التحالف باعتباره راعيًّا للاتفاق الأخير ومن ثم فلا يبدو أنها سيسمح بأي خروقات.. وهذا يمثل انتصارًا مهمًا للهبة الحضرمية.