مشاورات الرياض تداعب آمال الجنوبيين نحو واقع معيشي جديد
منذ أن عبّر المجلس الانتقالي عن انفتاحه على مشاورات الرياض، وإعلانه إجراء بلورة سياسية لمشاركته بما يضع استعادة الدولة على الطاولة، دبّ الأمل في قلوب الجنوبيين في أن يكون هذا المسار باكورة تغير شامل في واقعهم الراهن.
أحد الأوضاع التي تتطلب تغييرًا، اليوم قبل الغد، هو الوضع الإنساني في الجنوب، إذ يعيش ملايين المواطنين في خضم بيئة معيشية منهارة فيما يتعلق تحديدًا بالبنية التحتية وتردي الخدمات في إطار حرب شاملة يتعرض لها الجنوب.
ونال موقف "الانتقالي" بإعلانه أولوية تحسين أوضاع المواطنين استحسانًا شعبيًّا كبيرًا، وقد عبّر المجلس عن ذلك في اللقاءات الدبلوماسية التي يعقدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، إذ دائمًا ما يتطرق إلى تردي الأوضاع الإنسانية في الجنوب وتعرض الوطن لحرب خدمات قاسية، وذلك لتشكيل رأي عام مؤيد ومتضامن مع الجنوب.
وبالتالي، فإلى جانب الطموح السياسي للجنوبيين في أن تشكل مشاورات الرياض فرصة قوية نحو تحقيق دفعة جديدة في مسار القضية الجنوبية للبناء على ما سبق تحقيقه من إنجازات عديدة سياسيًّا وعسكريًّا، فإن آمالًا كثيرة تعلق هذا المسار لتغيير الواقع المعيشي في الجنوب.
وقد عبّر سالم ثابت العولقي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، عن هذا الطرح، عندما قال في تصريحات له، اليوم الجمعة، إن المجلس يتطلع أن تفتح هذه المشاورات وما ينبثق عنها مزيدا من فرص الدعم الاقتصادي والتدخلات الإنسانية للأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإنعاش حركة التنمية والإعمار في محافظات الجنوب ومعالجة الأوضاع المعيشية الصعبة ووقف انهيار العملة المحلية.
يشير ذلك إلى أنّ المجلس الانتقالي سيطرح بوضوح ملف الوضع الإنساني في الجنوب، ويعمل على شحذ همم الخليجيين للمشاركة في إعادة إعماره، لا سيما أنه لا يوجد أي مبرر لتردي الأوضاع على أراضيه بعدما نجحت القوات المسلحة الجنوبية في تحرير أراضيها بدعم وإسناد مباشر من التحالف العربي.
أهمية تحقيق الانضباط الخدمي في هذه المرحلة مرتبط بأن الجنوب تحسن الأوضاع المعيشية سيغرس بذور الاستقرار الشامل في الجنوب الذي يقوده فيها بعد لتحريك ملف استعادة الدولة، وهو حلم يتعلق تحقيقه أن يتم تفكيك التهديدات الأمنية والخدمية من الجنوب بشكل كامل.