واقع الصدمة ورائحة الموت.. ماذا فعل الإرهاب الحوثي وتآمر الشرعية بالأطفال؟

الجمعة 25 مارس 2022 23:10:00
واقع الصدمة ورائحة الموت.. ماذا فعل الإرهاب الحوثي وتآمر الشرعية بالأطفال؟

منذ أن أشعل الحوثيون الحرب العبثية قبل ثماني سنوات، ومنذ أن تعاملت معها ما تعرف بالشرعية بانبطاح وتآمر وخذلان، لم تتوقف الإحصاءات والأرقام التي توثّق هول الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب.

الحرب الدائرة حوّلت حياة الأطفال إلى جحيم دون أن يكترث بذلك إرهاب المليشيات الحوثية وخيانات حليفتها الإخوانية، فآثر كلا الفصيلين أن يحقق كل منهما أهدافه، تاركين وراءهما أجيالًا من صغار السن تواجه مصيرًا مرعبًا، وسط تجاهل متواصل من قِبل المجتمع الدولي الذي اكتفى بالرصد والإحصاء فقط.

في هذا السياق، قالت منظمة إنقاذ الطفولة، إنَّ ما يقرب من 80% من الأطفال كانوا قلقين باستمرار بشأن سلامتهم وسلامة الأسرة والأصدقاء، وقالت الغالبية إن الأمر استغرق وقتاً طويلاً لمعالجة أي نوع من الصدمة أو التوتر.

التقرير أشار إلى أن أكثر من 70% من الأطفال عن تعرض مدرستهم للهجوم مرة واحدة على الأقل، وأفاد نصفهم تقريبًا بأنَّ منشآتهم الصحية المحلية قد تعرضت للهجوم أثناء الطريق.

الإحصاء أظهر كذلك أن نحو60% من الأطفال يعرفون شخصًا أصيب في الحرب، حيث قال ربع الأطفال إن أحد أفراد أسرته قد أصيب.

من جانبها، تصف مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن راما حسراي هول المأساة قائلة: "على مدى السنوات السبع الأخيرة، رأينا كيف أن نزاعًا لا يرحم من صنع الإنسان ترك الأطفال يدفعون ثمناً يتجاوز الجوع والمرض".

وتضيف: "تعرض الأطفال للاعتداء أثناء لعب كرة القدم، وخلف مكاتبهم في المدارس، وعلى أسرتهم في المستشفيات، وفي منازلهم، وفي الأسواق. إنهم يقتلون بالآلاف، ويشوهون، ويشردون، ويعانون من الصدمات إلى حد أن معظمهم الآن يعيشون في خوف وقلق مستمرين".

وأضافت: "في مكان تكون فيه ساحات المدارس في خط إطلاق النار من القناصين، وتحولت الملاعب إلى مقابر، ينسحب الأطفال ببطء من المجال العام ولا يمكنهم اللعب في الخارج والتفاعل مع أقرانهم. هذا يقوض قدرتهم على تطوير شخصياتهم ويعزلهم عن الآلية الأساسية للتعامل مع التوتر هذا ببساطة ليس مكاناً يتواجد فيه الطفل، وربما ليس مكاناً للبالغين".

الأطفال يعيشون جحيمًا مرعبًا من جرّاء الحرب المستعرة، للدرجة التي قادت الأمم المتحدة لأن تقول إنّ ملايين الآباء لا يعرفون إن كان أطفالهم سيبقون على قيد الحياة من يوم إلى آخر.

وخلال شهري يناير وفبراير، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن مقتل 47 طفلًا بسبب الحرب الحوثية، في وقت لا تزال تشكل الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب تهديدًا مستمرًا للأطفال.

ويعاني حوالي 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، فيما يعاني أكثر من نصف مليون شخص من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي حالة تهدد الحياة، ولا يحصل حوالي 8.5 ملايين طفل على المياه الصالحة للشرب أو الصرف الصحي أو النظافة.

هذه الإحصاءات المفزعة يحمل محللون مسؤوليتها إلى المليشيات الحوثية بسبب حربها المتواصلة ورفضها الانصياع لجهود إحلال السلام، وكذا لنظام ما تعرف بالشرعية التي تخادمت مع المليشيات الحوثية وجعلت الحرب عنوانًا للتربح والانتهازية الإخوانية.