قراءة في الخطة الحوثية الشيطانية.. من تكثيف الإرهاب إلى الزعم بوقف إطلاق النار
انتقلت المليشيات الحوثية من مرحلة أعمالها العدائية العسكرية إلى مرحلة التحايل السياسي، في محاولة لإظهار نفسها طرفًا قويًّا على الأرض.
المليشيات الحوثية زعمت السبت، تعليق عملياتها العسكرية (الإرهابية) في اليمن وضد السعودية لمدة ثلاثة أيام، في إدعاء أعلنه رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.
المشاط زعم أن المليشيات تعلن بشكل أحادي تعليق الضربات الصاروخية والطيران المسير والأعمال العسكرية كافة باتجاه السعودية برا وبحرا وجوا لمدة ثلاثة أيام.
هذا الإدعاء الحوثي، يأتي بعد أيام من تكثيف عملياتها العدائية ضد السعودية في الأيام القليلة الماضية، في جرائم أثارت غضبًا دوليًّا على صعيد واسع.
يعني ذلك أن المليشيات الحوثية أعدت خطة شاملة، بدأت بتنفيذ عمليات عدائية ضد السعودية بشكل مكثف، ثم جاء الدور على أن تزعم وقف إطلاق النار، في محاولة مشبوهة لتحقيق أكثر من مكسب، الأول أن تظهر أمام المجتمع الدولي بمشهد قوة بإدعاء أنها قادرة على تحقيق صناعة الفارق على الأرض.
الأمر الآخر أن المليشيات الحوثية حاولت أن تُظهر نفسها طرفًا حريصًا على التهدئة، بزعم إطلاقها دعوة للتهدئة السياسية عبر الإدعاء بوقف إطلاق النار في هذا التوقيت الحساس.
وبغض النظر عنه أنه لا يمكن الثقة من الأساس في أي التزام حوثي بوقف إطلاق النار بالنظر إلى سوابق المليشيات في هذا الصدد، فإنّ سعي المليشيات لتحقيق هذين الغرضين مرتبط بأنها تريد أن يكون لها مكان في المستقبل السياسي.
وتعي المليشيات أن هناك زخمًا غير مسبوق في إطار الدفع نحو تسوية سياسية شاملة، ومن هنا رسمت هذا السيناريو الشامل لتوجيه رسالة للمجتمع الدولي بأنها لا تساوم على مسألة بقائها في المشهد السياسي وإلا سترد بآلتها الإرهابية.
مواجهة هذا الوضع الخطير يستلزم ضرورة تكثيف الضغوط على المليشيات الحوثية بمختلف الصور الممكنة، وذلك بعدما بات واضحًا للعنان أنّ المليشيات لن تنخرط نحو مسار السلام، ما يعني أنه لا بديل عن تلجيمها عسكريًّا.