اغتيال كرم المشرقي.. قيادات جنوبية يستنزفها إرهاب الشرعية

الثلاثاء 29 مارس 2022 21:56:07
اغتيال كرم المشرقي.. قيادات جنوبية يستنزفها إرهاب الشرعية

ضربة آثمة جديدة استهدفت الجنوب من قبل قوى الشر والإرهاب التي زرعتها ما تعرف بالشرعية، بعدما اغتالت عناصر إرهابية النقيب كرم المشرقي قائد الحزام الأمني في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن.

الشهيد المشرقي استهدفته عناصر إرهابية بعدة طلقات نارية بأنحاء متفرقة من جسده في كمين مسلح، فيما فشلت محاولات إسعافه حتى فارق الحياة.

الهجوم الإرهابي جاء بعد ساعات من إعادة انتشار قوات الحزام الأمني في النقاط الأمنية بالعاصمة عدن.

وشيعت حشود من المواطنين، ظهر الثلاثاء، جثمان النقيب كرم المشرقي في مديرية الشيخ عثمان.

سياسيًّا، عبّر الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عن تعازيه في استشهاد النقيب كرم عبدالكريم علي المشرقي، حيث بعث ببرقية عزاء إلى أسرة وذوي الشهيد ومنتسبي الحزام الأمني، مثمنا نجاحاته في تطهير القطاع الثامن من العناصر الإرهابية ومروجي المخدرات، والمخربين، والخارجين عن القانون.

الرئيس الزُبيدي قال في برقيته، إنّ العاصمة عدن خسرت برحيل الشهيد بطلا شجاعا نذر نفسه للدفاع عن مدينته وحفظ أمنها واستقرارها، لافتا إلى أن المعركة مع الإرهاب وداعميه متواصلة، دون إدخار جهد في استئصالها.

يعبر الهجوم الإرهابي عن مرحلة فارقة في عمر الجنوب، إذ جاء في أعقاب محاولة اغتيال العميد عبد اللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، ما يعني أنّ المؤامرة التي يتعرض لها الجنوب في الوقت الحالي باتت تعتمد بشكل مباشر على استهداف القيادات.

وكما حدث في واقعة محاولة اغتيال العميد السيد، فلم تتبنَ أي جهة إرهابية مسؤولية اغتيال الشهيد المشرقي إلا أنّ أصابع الاتهام وُجّهت لما تعرف بالشرعية، التي زرعت على مدار الفترات الماضية أعدادًا مهولة من العناصر الإرهابية في الجنوب، لخنقه على الصعيد الأمني بشكل دائم.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ توقيت اغتيال الشهيد المشرقي يحمل دلالة خطيرة أيضًا، إذ جاء العمل الإرهابي عقب إعادة انتشار قوات الحزام الأمني في النقاط الأمنية بالعاصمة عدن، وهي بمثابة إعلان حرب من عدو الجنوب الأول، المتمثل في المليشيات الإخوانية الساعية بكل الطرق الممكنة لأن يظل الجنوب مُثقلًا بهذه الأعباء.

دلالة سياسية أخرى ارتبطت بها العملية الإرهابية إذ تزامنت مع مشاورات الرياض الساعية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة تقضي على عثرات السنوات الماضية التي أضاعتها ما تعرف بالشرعية بفعل ممارساتها وسلوكياتها المتخادمة مع المليشيات الحوثية الإرهابية.

تنفيذ هذه العملية الإرهابية بالتزامن مع بدء الإجراءات التحضيرية لانعقاد مشاورات الرياض، يعني أنّ ما تعرف بالشرعية تبعث برسالة للجنوب مفادها أنه بغض النظر عما يمكن أن تسفر عنه المشاورات فإن أجندتها التآمرية والمعادية للجنوب ستظل قائمة على الأرض.

هذا الإرهاب المسعور الذي يستنزف قيادات الجنوب يتطلب مواجهة أمنية شاملة، لا تغني عن انخراط المجلس الانتقالي في المسار السياسي، لكن خطورة الموقف الراهن تتطلب ضرورة الانخراط في مواجهة حاسمة تستأصل شرور الإرهاب من الجنوب.