مشاورات الرياض.. بين طموحات الجنوبيين وثوابت الانتقالي

الأربعاء 30 مارس 2022 19:50:47
مشاورات الرياض.. بين طموحات الجنوبيين وثوابت الانتقالي

أثارت مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في مشاورات الرياض، طموحات الجنوبيين نحو مرحلة جديدة من واقعهم ومسار قضيتهم؛ سعيًّا لتحقيق انفراجة معيشية من جانب وتقدم جديد في مسيرة استعادة الدولة.

المجلس الانتقالي عندما أبدى انفتاحًا على المشاركة في المشاورات، أرجع ذلك إلى عدة أسباب تشمل حجم الشراكة التي تجمع بين الجنوب والتحالف العربي وهي شراكة لا يمكن أن تنفض أبدًا نظرًا للقواسم التاريخية والمصير المشترك بين الجنوب والتحالف على حد سواء.

لكن في الوقت نفسه، فقد ربط المجلس الانتقالي مشاركته بأن تراعي المشاورات حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم، وهو ما رفع من سقف طموحات الجنوبيين بشكل كبير من أن تفضي المشاورات إلى منجزات جديدة تخدم القضية الجنوبية.

فتحقيق الانضباط الأمني وتوفير الخدمات وصرف المرتبات جميعها مطالب ينشدها الجنوبيون منذ فترة طويلة، ومن ثم فهناك حاجة ماسة أن تقود مشاركة المجلس الانتقالي في المشاورات إلى إحداث حلحلة في مثل هذه القضايا التي تمس الواقع المعيشي للمواطن الجنوبي بشكل مباشر.

حضور المجلس للمشاورات هي بادرة سلام جديدة يمد من خلالها يده نحو التوافق لتحقيق أهداف المرحلة وهي معالجة الاختلالات التي تسببت فيها ما تعرف بالشرعية على مدار الفترات الماضية وكان لها الكثير من الآثار، أبرزها تأخُّر حسم الحرب على المليشيات الحوثية.

ويُجمع محللون على أن المجلس الانتقالي سيطرح القضايا التي تشغل بال واهتمام الجنوبيين خلال مشاركته في المشاورات، وهو ما ساهم في ارتفاع سقف طموحات الجنوبيين بأن يتم تحقيق هذه الحلحلة المطلوبة.

تحقيق الاستقرار الأمني والمعيشي يمثل أولوية في المرحلة الراهنة باعتبار ذلك لبنة رئيسية نحو تحقيق تقدم منشود في مسار قضية الجنوب والعمل على استعادة الدولة، وهذا الاستقرار يمثّل هدفًا للمجلس الانتقالي وهو ما دفعه للانفتاح على المشاركة في مشاورات الرياض،

يعني ذلك أن حلول تخرج إليها مشاورات الرياض لا تعطي الجنوبيين حق الحياة الآمنة والمستقرة وتوقف العبث الحاد الذي تُمارسه ما تعرف بالشرعية بثروات الجنوب والسطو عليه فهو أمرٌ يحمل خطورة كبيرة على أي جهود تُبذل لتحقيق تسوية شاملة.

فالمحافظة على ثروات الجنوب وحقوق مواطنيه تمثل هي الأخرى أولوية للمجلس الانتقالي، الذي أكّد في أكثر من مناسبة، حرصه الشديد على صون مقدرات الجنوب، في إشارة واضحة بأن مشاركة المجلس الانتقالي في أي عملية سياسية سواء مشاورات أو مفاوضات وما يمكن أن تسفر عنه من توافقات جميعها تحكمه ثوابت القضية الجنوبية.