اليوم الأول لمشاورات الرياض.. ماذا يعني غياب هادي والأحمر؟
مع انتهاء اليوم الأول من مشاورات الرياض، كان لافتًا غياب المؤقت عبد ربه منصور هادي، ونائبه المدعو علي محسن الأحمر، ما أثار تكهنات عن أن ذلك يؤشر إلى التجهيز لإقصائهم من المشهد السياسي بشكل كامل.
مجلس التعاون الخليجي أعلن أن المشاورات التي تقام تحت رعايته، تناقش عدة محاور سياسية، واقتصادية تنموية، وأمنية لمكافحة الإرهاب، وإغاثية، واجتماعية، وإعلامية، وهو ما منحها أهمية بالغة للغاية، جعلها تحظى بدعم إقليمي ودولي على صعيد واسع.
أهمية المحاور التي تناقشها المشاورات، جعل أنه من الطبيعي أن يحضرها هادي والأحمر أو أي منهما، لا سيّما أنّ كلًا منهما يهوى الظهور بشكل دائم ويتخذان من هذا الأمر مناسبة لتنفيذ مزيد من حملات المتاجرة بالحرب القائمة التي لا توليها ما تعرف بالشرعية أي اهتمام.
غياب هادي والأحمر، على الأقل عن اليوم الأول للمشاورات هو اليوم الأهم باعتبار أن كل طرف مشارك يعبر عن موقفه السياسي ومطالبه ورؤيته لتحقيق التسوية، أثار عدة تكهنات عن أنّهما لن يكونا جزءًا من العملية السياسية في الفترة المقبلة.
يُعزِّز ذلك الكثير من المعلومات التي تحدّثت في فترات قريبة ماضية، حتى ما قبل المشاورات، بأن عملية إعادة هيكلة شاملة سيتم تنفيذها في معسكر ما تعرف بالشرعية، وارتبطت هذه المعلومات بحجم الغضب من ممارسات هذا النظام الذي تخادم مع المليشيات الحوثية الإرهابية على مدار سنوات الحرب على نحو مكّنها من إطالة أمد الحرب حتى الوقت الراهن.
ينسجم ذلك مع حجم الغضب المتصاعد من جرّاء ممارسات الخيانة الحادة التي ارتكبتها ما تعرف بالشرعية فيما يخص تحديدًا الموقف العسكري، إذ عمدت إلى تسليم الجبهات والمواقع العسكرية للمليشيات الحوثية، بما أفشل الجهود التي بُذلت على مدار الفترات الماضية سواء من قبل القوات المسلحة الجنوبية أو التحالف العربي نحو ردع الإرهاب الحوثي.
إعادة هيكلة ما تعرف بالشرعية أو بالأحرى تطهيرها من العناصر الفاسدة والمتآمرة يحمل أهمية بالغة، لا سيما إذا ما أعقبها العمل على تعيين قيادات تتحلى بالكفاءة والوطنية على رأس المنظومة العسكرية لما تعرف بالشرعية، وهو أمرٌ يبقى من الصعب تحقيقه من دون إجراء إزاحة كاملة وشاملة للوجود الإخواني من تلك المنظومة العسكرية لا سيّما أن حزب الإصلاح حول معركتها لتكون موجهة ضد الجنوب.