ضغط جديد على الحوثيين.. عقوبات أمريكية تستهدف ضرب القوة الصاروخية الإيرانية
من جديد، عادت الولايات المتحدة لسياسة فرض العقوبات على الأذرع الإرهابية التابعة لإيران، في توجه يبدو أن واشنطن تراه كافيًّا نحو تلجيم هذه الفصائل الإرهابية، وإن كان على الأرض غير مجدٍ بالدرجة الكافية.
ففي أعقاب تكثيف المليشيات الحوثية (ذراع إيران في اليمن) لهجماتها الإرهابية على المملكة العربية السعودية، اعتمادًا على آلة تسليحية تحصل عليها من طهران، أعلنت الولايات المتحدة استهداف برنامج إيران للصواريخ الباليستية بعقوبات جديدة.
الولايات المتحدة، ممثلة في وزارة الخزانة، أعلنت إدراج خمسة أفراد وكيانات على صلة ببرنامج النظام الصاروخي الإيراني على قائمة العقوبات.
العقوبات الأمريكية الجديدة استهدفت محمد علي حسيني والشركات التابعة لها كونها مزودًا رئيسيًّا لبرنامج إيران للصواريخ الباليستية، حيث نص القرار على تجميد هذه الأصول في الولايات المتحدة ومنعهم من الوصول إلى النظام المالي الأمريكي.
و"حسيني" وكيل شراء مقيم في إيران، وقد اشترى عبر شركاته مواد مرتبطة بالدفع الصاروخي الباليستي لوحدة من الحرس الثوري مسؤولة عن أبحاث وتطوير الصواريخ الباليستية.
وفيما طالت العقوبات الأمريكية أيضًا شركة بارشين الإيرانية للصناعات الكيميائية، فقد صرّح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأنّ أنشطة إيران الصاروخية لا تزال تزعزع استقرار الشرق الأوسط وتشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي.
بدوره، قال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية براين نيلسون، إنّه رغم إجراء الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، إلا أنها ستواصل العقوبات ضد المتورطين في إنتاج إيران للصواريخ البالستية.
وفيما أوضح نيلسون، أن الولايات المتحدة ستعمل مع شركاء آخرين في المنطقة لمحاسبة إيران على أفعالها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لسيادة جيرانها، فقد قُرأ الأمر بأنه يعكس رسالة واضحة من واشنطن ستعمل على تكثيف الضغوط على الأذرع الإيرانية خلال الفترة المقبلة.
العقوبات الأمريكية تحمل أهمية سياسية وعسكرية لا سيّما أنها تستهدف القوة الصاروخية الإيرانية التي تزوّد بها مليشياتها المتطرفة المنتشرة في المنطقة، ما يعني أنّ الخطوة الأمريكية تستهدف مزيدًا من الضغط على المليشيات الحوثية التي تعتمد في ترسانتها العسكرية وتحديدًا الصاروخية على الحرس الثوري الإيراني.
وإذا ما أحكم المجتمع الدولي الخناق على مسارات تهريب الأسلحة الإيرانية للمليشيات الحوثية، سيكون ذلك بمثابة تشكيل ضغط شديد على "الأخيرة" فيما يخص تحجيم قدرتها على شن الإرهاب الغاشم الذي يُشكل تهديدا واسع النطاق لأمن المنطقة برمتها.
العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة تتيح لها بمصادرة أصول الأشخاص والكيانات الخاضعة للعقوبات، ومحاكمة من يتعاملون معهم، وهو أمرٌ مهم فيما يخص الضغط على المليشيات الحوثية، لكن هذه الخطوة لا يبدو أنها كافية لا سيّما أن فرض العقوبات مستمر منذ فترات طويلة وهو ما يستلزم ضرورة محاصرة المليشيات الإرهابية بما في ذلك المليشيات الحوثية عبر إجراءات أشد حدة، ليس أقلها تصنيفها تنظيمًا إرهابيًّا ليكون ذلك إطارًا لدفع هذه المليشيات نحو تغيير سلوكياتها الإرهابية.
وكانت المليشيات الحوثية قد أعلنت مسبقًا، امتلاكها منظومة صواريخ ضخمة تبيّن فيما بعد أنها صناعة إيرانية، وقد كشفت معلومات موثقة أنّ خبراء إيرانيين من الحرس الثوري يقيمون في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين لدعم وتزويد القدرات التسليحية التي تملكها المليشيات عملًا على إطالة أمد الحرب، وقد شُوهدت الكثير من بقايا هجمات الحوثي الإرهابية على السعودية تُظهر بقايا صواريخ إيرانية، وهو ما وثّقه التحالف العربي أمام المجتمع الدولي.